وجنبته بالتثقيل مبالغة. اهـ. وفي "المختار": وجنبه الشيء - من باب نصر - وجنبه الشيء تجنيبًا بمعنى؛ أي: نحاه عنه، ومنه قوله تعالى: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ اهـ. ﴿وَبَنِيَّ﴾ أصله: وبنين لي، حذفت النون للإضافة واللام للتخفيف، فأدغمت يا علامة الإعراب في ياء المتكلم.
﴿بِوَادٍ﴾؛ أي: في وادٍ، والوادي: المنخفض بين الجبلين. ﴿غَيْرِ ذِي زَرْعٍ﴾؛ أي: لا يصلح للإنبات؛ لأنه أرض حجرية لا تنبت شيئًا.
﴿أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ﴾ الأفئدة (١): جمع فؤاد، وهو القلب عبر به عن جميع البدن؛ لأنه أشرف عضو فيه، وقيل: هو جمع وفد، والأصل: أوفدة فقدمت الفاء وقلبت الواو ياء، فكأنه قال: واجعل وفودًا من الناس تهوي إليهم.
﴿تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾؛ أي: تسرع شوقًا وحبًّا إليهم. قال الأصمعي: يقال (٢): هوى يهوي - من باب رمى - هويًا إذا سقط من عُلوٍ إلى سُفلٍ. وقال الفراء: تهوي إليهم تريدهم، كما تقول: رأيت فلانًا يهوي نحوك، معناه يريدك. وقال أيضًا: تهوي: تسرع إليهم. وقال ابن الأنباري: معناه: تنحط إليهم وتنحدر وتنزل، هذا قول أهل اللغة في هذا الحرف. وأما أقوال المفسرين فيه، فقد تقدمت في مبحث التفسير.
﴿لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾؛ أي: إنك لكثير إجابة الدعاء لمن يدعوك، وإضافة (٣) السميع إلى الدعاء من إضافة الصفة إلى مفعولها، وأصله: لسميعٌ الدعاء، وقد ذكر سيبويه فعيلًا في جملة أبنية المبالغة العاملة عمل الفعل، كقولك: هذا رحيم أباه. وفي "البيضاوي": وهو من أبنية المبالغة العاملة عمل الفعل أضيف إلى مفعوله، أو فاعله على إسناد السماع إلى دعاء الله تعالى على المجاز، وهذا الأخير بعيدٌ جدًّا. قال أبو حيان: والظاهر (٤) إضافة سميع إلى المفعول، وهو من إضافة المثال الذي على وزن فعيل إلى المفعول، فيكون إضافة من نصب، ويكون

(١) الشوكاني.
(٢) الخازن.
(٣) النسفي.
(٤) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon