﴿وَلَا تَقْرَبُونِ﴾ وفي القاموس - قرب - ككرم، وقرب كسمع قربًا وقربانًا - بالضم - وقِربانًا - بالكسر - دنا فو قريب للواحد والجمع. اهـ. والمعنى هنا: لا تدنوا مني؛ أي: من بلادي؛ أي: لا تدخلوها فضلًا عن وصولكم إلي. اهـ. شيخنا.
﴿سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ﴾؛ أي: نخادع ونستميل برفق. ﴿وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾؛ أي: لقادرون على تلك المراودة.
﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ﴾؛ أي: لغلمانه الكيالين ﴿اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ﴾، أي: التي اشتروا بها الطعام الذي في هذا الرحل، وكانت نعالًا وأدمًا. وقيل: دراهم، والبضاعة: المال في يستعمل للتجارة. ﴿فِي رِحَالِهِمْ﴾: جمع رحل، وهو ما يوضع على ظهر الدابة، وفوقه متاع الراكب وغيره، والمراد هنا الأوعية التي يجعلون فيها ما يمتارونه من الطعام. ﴿إِذَا انْقَلَبُوا﴾؛ أي: رجعوا.
﴿نَكْتَلْ﴾: أصله نكتيل بوزن نغتنم، فتحركت الياء التي هي عين الكلمة، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، فوزنه الآن نفتل، وبحسب الأصل، نفتعل. اهـ. "شيخنا".
﴿هَلْ آمَنُكُمْ﴾ أصله: أأمنكم بهمزتين، فقلبت الثانية ألفًا على القاعدة.
﴿مِنْ قَبْلُ﴾؛ أي: من قبل هذا الزمان.
﴿وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ﴾؛ أي: رحالهم؛ أي: الأوعية التي وضعوا فيها الميرة. ﴿وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ﴾؛ أي: التي دفعوها له؛ وهي ثمن الميرة.
﴿وَنَمِيرُ أَهْلَنَا﴾؛ أي: نجلب لهم المِيرة - بالكسر - وهي الطعام يجلبه الإنسان من بلد إلى بلد ﴿كَيْلَ بَعِيرٍ﴾؛ أي: حمل جمل، فكيل بمعنى: مكيل.
﴿ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾، أي: قليل لا يكثر على سخائه كما جاء في قوله: ﴿وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا﴾، أو سهل لا عسر فيه كما في قوله: ﴿وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾.
﴿مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ والموثق العهد المؤكد باليمين، وقيل: العهد بإشهاد الله


الصفحة التالية
Icon