مستأنفة لتعليل ما قبلها. ﴿لِيَوْمٍ﴾ متعلق بـ ﴿يُؤَخِّرُهُمْ﴾. ﴿تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾: فعل وفاعل فيه متعلق بـ ﴿تَشْخَصُ﴾، والجملة في محل الجر صفة لـ ﴿يَوْمٍ﴾، ولكنها صفة سببية.
﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (٤٣)﴾.
﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾: حالان من المضاف المحذوف؛ إذ التقدير: أصحاب الأبصار، أو تكون (١) الأبصار دلت على أربابها، فجاءت الحال من المدلول عليه، ويجوز أن يكونا مفعولين لفعل محذوف تقديره: تراهم مهطعين مقنعي رؤوسهم، والإضافة في قوله: ﴿مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾ غير محضة؛ لأنه مستقبل أو حال. ﴿لَا يَرْتَدُّ﴾: فعل مضارع. ﴿إِلَيْهِمْ﴾: متعلق به. ﴿طَرْفُهُمْ﴾ فاعل، والجملة الفعلية في محل النصب حال من الضمير في ﴿مُقْنِعِي﴾، أو بدل من ﴿مُقْنِعِي﴾، أو مستأنفة. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ﴾: مبتدأ وخبر، والجملة الاسمية في محل النصب حال من ضمير ﴿إِلَيْهِمْ﴾، والعامل فيه (٢) إما ﴿يَرْتَدُّ﴾، وإما ما قبله من العوامل، وأفرد ﴿هَوَاءٌ﴾ وإن كان خبرًا عن جمع؛ لأنه في معنى فارغة، ولو لم يقصد ذلك.. لقيل: أهوية؛ ليطابق الخبر مبتدأه. اهـ. "سمين". ومعنى الآية: أفئدتهم خالية فارغة لا تعي شيئًا، ولا تعقل من شدة الخوف.
﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾.
﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ﴾: فعل ومفعولان، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة. ﴿يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ﴾: فعل ومفعول وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿يَوْمَ﴾ فـ ﴿يَوْمَ﴾ مفعول ثان لـ ﴿وَأَنْذِرِ﴾، ولكنه على حذف مضاف؛ أي: أهوال يوم وشدائده، فهو مفعول به لا مفعول فيه؛ إذ لا إنذار في ذلك اليوم وإنما الإنذار يقع في الدنيا اهـ شيخنا. ﴿فَيَقُولُ الَّذِينَ﴾: فعل وفاعل، والجملة في محل الجر معطوفة على ﴿يَأْتِيهِمُ﴾. ﴿ظَلَمُوا﴾: فعل وفاعل صلة

(١) العكبري.
(٢) الفتوحات.


الصفحة التالية
Icon