يقال: سربلته إذا ألبسته السربال.
﴿مِنْ قَطِرَانٍ﴾ والقطران؛ دهن يتحلب من شجر الأبهل والعرعر والتوت، كالزفت تدهن به الإبل إذا جربت وهو الهنأ: يقال: هنأت البعير أهنؤه بالهنأ إذا طلبته بالهنأ؛ وهو أسود اللون منتن الريح. وفي "السمين": القطران: ما يستخرج من شجر فيطبخ ويطلى به الإبل الجرب؛ ليذهب جربها لحدته، وفيه لغات ﴿قطران﴾ - بفتح القاف وكسر الطاء - وهي قراءة العامة المتواترة، ﴿قَطْران﴾ بزنة سكران، وبها قرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. و ﴿قِطْران﴾ - بكسر القاف وسكون الطاء - بزنة سرحان، ولم يقرأ بها فيما علمت. وقرأ جماعة ﴿من قطر﴾ - بفتح القاف وكسر الطاء وتنوين الراء (آن) بوزن عان، وجعلوها كلمتين كما مر في مبحث القراءة وقد مر أيضًا أن هذه القراءات شاذة عدا قراءة الجمهور ﴿قَطِران﴾.
﴿وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾؛ أي: تعلوها وتحيط بها.
﴿هَذَا بَلَاغٌ﴾ والبلاغ: اسم مصدر لبلغ تبليغًا، فهو بمعنى اسم الفاعل؛ أي: مبلغ للناس إلى مراتب السعادة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآية ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التهديد في قوله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾ حذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه، والأصل: وأفئدتهم كالهواء، لفراغها من جميع الأشياء، فصار التشبيه بليغًا.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ حذف منه والسماوات تبدل غير السماوات لدلالة ما سبق عليه.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿مَكَرُوا مَكْرَهُمْ﴾.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية، حيث شبه شرائع الإِسلام ومعجزات


الصفحة التالية
Icon