مع الجحد.
قال الشاعر:
فَمَا فَتِئَتْ حَتَّى كَأنَّ غُبَارَهَا | سُرَادِقُ يَوْمٍ ذِيْ رِيَاحٍ تَرَفَّعُ |
﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ وأصل الحرض: الفساد في الجسم أو العقل من الحزن أو العشق أو الهرم حكي ذلك عن أبي عبيدة وغيره، ومنه قول الشاعر:
سَرَ هَمِّي فَأمْرَضَنِيْ | وَقَدْمَا زَادَنِي مَرَضَا |
كَذَاكَ الحُبُّ قَبْلَ الْيَوْ | مِ مِمَّا يُوْرِثُ الْحَرَضَا |
إِنِّيْ امْرُؤٌ لَجَّ بِيْ حُبٌّ فَأحْرَضَنِيْ | حَتَّى بَلِيْتُ وَحَتَى شَفَّنِيْ السَّقَمُ |
٨٦ - فأجابهم والتمس لنفسه معذرة على الحزن كما حكاه الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: ﴿قَالَ﴾ يعقوب عليه السلام، وهذه الجملة مستأنفة في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: فماذا قال يعقوب لهم حين قالوا له ما قالوا؟ فقيل: قال يعقوب جوابًا لأولاده اللائمين له: لا تلوموني يا أولاد على حزني وبكائي، وأنا لم أشك إليكم حزني ولا إلى أحد من خلق الله، بل ﴿إِنَّمَا أَشْكُو﴾ وأظهر ﴿بَثِّي﴾؛ أي:
(١) زاد المسير.
(٢) القرطبي.
(٢) القرطبي.