شُكرًا لِفَضلِ يَوْمٍ | لَم أَقْضِ بِالتَّمَامِ |
وَالْعَامُ ألْفُ شَهرٍ | وَالشَّهْرُ أَلفُ يَوْمِ |
وَالْيَومُ أَلْفُ حِيْنِ | وَالْحِيْنُ ألفُ عَامِ |
اللهم ربنا يا ربنا هذه نواصينا بيدك، خاضعة لعظم نعمك، معترفة بالعجز عن تأدية الشكر لشيء منها، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، ولا نطيق التعبير بالشكر لك فتجاوز عنا، واغفر لنا، وأسبل ذيول سترك على عوراتنا، فإنك إلا تفعل.. نهلك لتقصيرنا في شكر نعمك، فكيف بما فرط منا من التساهل في الائتمار بأوامرك، والانتهاء عن مناهيك.
الْعَفوُ يُرجَى مِن بَنِي آدمَ | فَكَيفَ لاَ يُرجَى مِنَ الرَّبِّ |
فَإنَّهُ أرْأفُ بِي مِنْهُمُ | حَسْبِي بِهِ حَسْبِي بِهِ حَسْبِي |
١٩ - وبعد (١) أن أبطل عبادة الأصنام، من قبل أنها لا قدرة لها على الخلق والإنعام، أبطل عبادتها بوجه آخر، وهو أن الإله يجب أن يكون عليمًا بالسرِّ والعلانية، وهذه الأصنام جماد لا معرفة لها بشيء، فكيف تجمل عبادتها، وإلى ذلك أشار بقوله:
﴿وَاللَّهُ﴾ سبحانه وتعالى
﴿يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ﴾؛ أي: ما تضمرون في قلوبكم من العقائد والأعمال،
﴿وَمَا تُعْلِنُونَ﴾؛ أي: وما تظهرونه منهما؛ أي: يستوي بالنسبة إلى علمه المحيط سركم وعلنكم، فحقه أن يتقى ويحذر، ولا يجترأ على شيء مما يخالف رضاه، أو المعنى: والله يعلم ما تسرون يا كفار مكة من المكر بالنبي - ﷺ -، وما تعلنون؛ أي: تظهرونه من أذاه.
والمعنى: أي والله سبحانه وتعالى يعلم ما تسرونه في ضمائركم وتخفونه عن غيركم، وما تبدونه بألسنتكم وجوارحكم وأفعالكم، وهو محص ذلك كله عليكم، فيجازيكم به يوم القيامة، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء منكم بإساءته، وهو سائلكم عما كان منكم من الشكر في الدنيا على النعم التي أنعمها عليكم فيها، ما أحصيتم منها وما لم تحصوا.