إن المذكور في آخر الآية، وهو ﴿لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، وإن الثانية تكرير (١) على سبيل التأكيد لطول الكلام ووقوع الفصل، كما مر نظيره في قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا﴾ الآية، وقوله: ﴿بِجَهَلَةٍ﴾ حال من فاعل عملوا؛ أي: حالة كونهم متلبسين بجهالة، وفيه إيماءٌ إلى أنَّ من يرتكب الذنوب قلَّما يفكِّر في العاقبة، لغلبة الشهوة عليه، أو لجهالة الشباب والطيش التي تحمله على انتهاك حرمات الله تعالى، كالقتل للغيرة أو للعصبية، كما جاء في الخبر: "اللهم إني أعوذ بك من أن أجهل، أو يجهل عليَّ "، وقال عمرو بن كلثوم:
أَلاَ لاَ يَجْهَلنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا | فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلينا |
فعلى العاقل (٣) أن يرجع عن الإعراض عن الله، ويقبل عليه بصدق الطلب، وإخلاص العمل، والتوبة بمنزلة الصابون، فكما أن الصابون يزيل الأوساخ
(١) روح البيان.
(٢) المراح.
(٣) روح البيان.
(٢) المراح.
(٣) روح البيان.