مبتدأ، وجملة ﴿يَحْشُرُهُمْ﴾ خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ مع خبره في محل الرفع خير ﴿إنَّ﴾، وجملة ﴿إنَّ﴾ مستأنفة، ﴿إِنَّهُ حَكِيمٌ﴾: ناصب واسمه وخبره، ﴿عَلِيمٌ﴾: خبر ثان لـ ﴿إنَّ﴾ أو صفة لـ ﴿حَكِيمٌ﴾، وجملة ﴿إنَّ﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.
التصريف ومفردات اللغة
﴿رُبَمَا يَوَدُّ﴾ ربما بضم الراء وتخفيف الباء وتشديدها: كلمة (١) تدل على أن ما بعدها قليل الحصول أو كثيره، فإذا قيل: ربما زارنا فلان.. دل على أن حصول الزيارة منه قليل، ولكنها هنا للتكثير كما في "مغني اللبيب"، قال أبو حاتم (٢): أهل الحجاز يخففونها، ومنه قول الشاعر:

رُبَّما ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيْلٍ بَيْنَ بُصْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلاَءِ
وتميمٌ وربيعة يثقلونها، وقد تزاد التاء الفوقية، وأصلها: أن تستعمل في القليل، وقد تستعمل في الكثير، وقد جمع (٣) معناها وشروطها بعضهم في بيتين فقال:
خَلِيْلَيَّ لِلتَّكْثِيْرِ رُبَّ كَثِيْرَةٌ وَجَاءَتْ لِتَقْلِيْلٍ وَلَكِنَّهُ يَقِلّ
وَتَصدِيْرُهَا شَرْطٌ وَتَأخِيْرُ عَامِلٍ وَتَنْكِيْرُ مَجَرُوْرٍ بِهَا هَكَذَا نُقِلْ
وقيل: هنا للتقليل لأنهم ودوا ذلك في بعض المواضع، لا في كلها لشغلهم بالعذاب، قيل: و ﴿ما﴾ هنا لحقت رب لتهيئها للدخول على الفعل، ﴿يَوَدُّ﴾ مضارع ودد من باب فعل المسكور، يقال وددت لو تفعل كذا - بالكسر ودًّا بالضم والفتح وودادًا وودادة بالفتح فيهما -؛ أي: تمنيت وددت لو أنك تفعل كذا مثله اهـ "مختار".
(١) المراغي.
(٢) الشوكاني.
(٣) الفتوحات القيومية.


الصفحة التالية
Icon