﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (٥٢)﴾.
﴿يَوْمَ﴾ منصوب على الظرفية، والظرف متعلق بمحذوف تقديره: اذكروا: يوم يدعوكم كما ذكره أبو البقاء وأبو السعود، أو متعلق بـ ﴿يَكُونَ﴾ ﴿يَدْعُوكُمْ﴾ فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه، لـ ﴿يَوْمَ﴾ ﴿فَتَسْتَجِيبُونَ﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة ﴿تستجيبون﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل الجر معطوفة على جملة ﴿يَدْعُوكُمْ﴾. ﴿بِحَمْدِهِ﴾ جار ومجرور حال من ﴿الواو﴾ في ﴿تستجيبون﴾، أي: فتجيبون حال كونكم حامدين لله على كمال قدرته، ﴿وَتَظُنُّونَ﴾ ﴿الواو﴾ حالية ﴿تَظُنُّونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل النصب حال من فاعل ﴿تستجيبون﴾؛ أي: حالة كونكم ظانّين ﴿إِنْ﴾ ﴿إِنْ﴾ نافية معلقة للظن عن العمل فيما بعدها، وقلّ من ذكر ﴿إِنْ﴾ النافية في أدوات تعليق هذا الباب، ذكره في «الفتوحات» ﴿لَبِثْتُمْ﴾ فعل وفاعل ﴿إِلَّا﴾ أداة استثناء مفرغ ﴿قَلِيلًا﴾ منصوب على الظرفية متعلق بـ ﴿لَبِثْتُمْ﴾ لأنه صفة لزمان محذوف أي إلّا زمانا قليلا أو منصوب على المفعولية المطلقة؛ لأنه صفة لمصدر محذوف أي لبثًا قليلًا، وجملة ﴿إِنْ لَبِثْتُمْ﴾ في محل النصب سادة مسد مفعولي الظن.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ وفي الكرخي: والمراد بالأشد هاهنا بلوغه إلى حيث يمكنه بسبب عقله ورشده؛ القيام بمصالح ماله، فحينئذ تزول ولاية غيره عنه، فإن بلغ غير كامل العقل لم تزل الولاية عنه اهـ والأشدّ: مفرد بمعنى القوة، وقيل: جمع لا واحد له من لفظه، وقيل: جمع شدة بكسر الشين، وقيل: جمع شد كذلك، وقيل: جمع شد بفتحها، وعلى كلّ، فالمراد به القوة؛ أي: حتى يبلغ قوته، والمراد بها هنا بلوغه عاقلًا رشيدًا، وإن كان الأشد في الأصل عبارة عن بلوغ ثلاث وثلاثين سنة، اهـ شيخنا.
﴿بِالْقِسْطاسِ﴾ هو روميٌّ عُرِّبَ، ولا يقدح ذلك في عربية القرآن؛ لأن العجميَّ إذا استعملته العرب، وأجرته مجرى كلامهم في الإعراب، والتعريف،


الصفحة التالية
Icon