ج - أن قوله ﴿بِعَبْدِهِ﴾ يدل على مجموع الروح والجسد.
د - أن ابن عباس - رضي الله عنه - قال في قوله: ﴿وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ هي: رؤيا أريها رسول الله - ﷺ - ليلة أسري به، ويؤيده أن العرب قد تستعمل الرؤيا في المشاهدة الحسية.
ألا ترى إلى قول الراعي يصف صائدا:
وكبّر للرّؤيا وهشّ فؤاده | وبشّر قلبا كان جمّا بلابله |
ويرى آخرون من الناس أن الإسراء كان بالروح فحسب، ولهم على ذلك حجج:
أ - أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول الله - ﷺ - قال: كان رؤيا من الله صادقة، وقد ضعّف هذا بأن معاوية يومئذ، كان من المشركين، فلا يقبل خبره في مثل هذا.
ب - أن بعض آل أبي بكر رضي الله عنه قال: كانت عائشة تقول: ما فقد جسد رسول الله - ﷺ -، ولكن أسري بروحه، ونقدوا هذا بأن عائشة يومئذ كانت صغيرة، ولم تكن زوجا لرسول الله - ﷺ -.
ج - أن الحسن قال في قوله: ﴿وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا...﴾ الآية. إنها رؤيا منام رآها والرؤيا تختص بالنوم.
قال أبو جعفر الطبري: الصواب من القول في ذلك عندنا، أن يقال: إن الله أسرى بعبده محمد - ﷺ - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كما أخبر