٢ - بتكبيره في صفاته، باعتقاد أنّه مستحق لكل صفات الكمال، منزّهٌ عن صفات النقص.
٣ - بتكبيره في أفعاله، فتعتقد أنه لا يجري شيء في ملكه إلّا وفق حكمته، وإرادته.
٤ - بتكبيره في أحكامه، بأن تعتقد أنه ملكٌ مطاع، له الأمر والنهي، والرّفع والخفض، وأنه لا اعتراض لأحد عليه في شيء من أحكامه، يعزّ من يشاء، ويذل من يشاء.
٥ - تكبيره في أسمائه، فلا يذكر إلا بأسمائه الحسنى، ولا يوصف إلا بصفاته المقدسة.
ثم ينبغي للعبد بعد أن يبالغ في التكبير، والتنزيه، والتحميد، والطاعة، مقدار عقله وفهمه، أن يعترف أن عقله وفهمه لا يفي بمعرفة جلال الله، ولسانه لا يفي بشكره، وأعضاءه لا تفي بخدمته، فكبر الله عن أن يكون تكبيره وافيا بكنه مجده، وعزته، وروي أن قول العبد: الله أكبر خير من الدنيا وما فيها، والتكبير (١): أكبر لفظة للعرب في معنى التعظيم، والإجلال، وأكد بالمصدر تحقيقًا له، وإبلاغًا في معناه، وابتدئت هذه السورة بتنزيه الله تعالى، واختتمت به.
روى أحمد في «مسنده» عن معاذ الجهني: أنّ رسول الله - ﷺ - كان يقول: «آية العز ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾» الآية، وعن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: «أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء» وأخرج عبد الرزاق عن عبد الكريم ابن أبي أمية، قال: كان رسول الله - ﷺ - يعلّم الغلام من بني هاشم إذا أفصح سبع مرات ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا...﴾ إلى آخر السورة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ رسول الله - ﷺ - كان يعلّم أهله هذه الآية ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا...﴾ إلى آخرها، الصغير من أهله والكبير.

(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon