بفعل الطاعات، ﴿إِنَّهُ﴾ ناصب واسمه ﴿كانَ﴾ فعل ماضٍ ناقص واسمه ضمير يعود على نوح ﴿عَبْدًا﴾ خبر ﴿كانَ﴾. ﴿شَكُورًا﴾ صفته، وجملة ﴿كانَ﴾ في محل الرفع خبر ﴿إن﴾ وجملة ﴿إن﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل الجملة المحذوفة.
﴿وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤)﴾.
﴿وَقَضَيْنا﴾ فعل وفاعل، والجملة مستأنفة ﴿إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق به، و ﴿قضى﴾ يتعدى بنفسه، أو بعلى، وإنما عدّاه هنا بـ ﴿إِلى﴾ لتضمنه معنى أوحينا ﴿فِي الْكِتابِ﴾: متعلق به أيضًا، ومتعلق القضاء محذوف دل عليه قوله: ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ﴾ والتقدير: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب بإفسادهم في الأرض مرتين ﴿لَتُفْسِدُنَّ﴾: ﴿اللام﴾ موطئة للقسم ﴿تفسدن﴾ فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبات النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل الرفع فاعل، والأصل: لتفسدونن، والجملة الفعلية: جواب القسم لا محل لها من الإعراب، ﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿تفسدن﴾، ومفعول الإفساد محذوف تقديره: لتفسدن الأديان في الأرض ﴿مَرَّتَيْنِ﴾: منصوب على المصدرية، والعامل فيه من غيره، لأنه بمعنى: لتفسدن إفسادتين ﴿وَلَتَعْلُنَّ﴾: ﴿الواو﴾ عاطفة و ﴿اللام﴾ موطئة للقسم، (تعلن) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبات النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل الرفع فاعل ﴿عُلُوًّا﴾: منصوب على المصدرية ﴿كَبِيرًا﴾: صفة له، والجملة الفعلية جواب لقسم محذوف، وجملة القسم معطوفة على جملة القسم المذكور قبلها.
﴿فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِبادًا لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥)﴾.
﴿فَإِذا﴾ ﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم أنكم لتفسدون في الأرض مرتين، وأردتم بيان ما يترتب على كلتا المرتين من العقوبة، فأقول لكم: إذا جاء وعد أولاهما الخ ﴿إذا﴾ ظرف لما يستقبل


الصفحة التالية
Icon