فضلنا بعضهم على بعض كائنًا على أيّ حالةٍ، أو كيفيّةٍ، أو على التشبيه بالظرف منصوب، بـ ﴿فَضَّلْنا﴾ وهي معلقة لـ ﴿انْظُرْ﴾ بمعنى تفكر، ﴿فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ﴾: فعل وفاعل ومفعول ﴿عَلى بَعْضٍ﴾ متعلق بـ ﴿فَضَّلْنا﴾، وجملة ﴿فَضَّلْنا﴾ في محل النصب مفعول ﴿انْظُرْ﴾ معلقة عنها بـ ﴿كَيْفَ﴾ ﴿وَلَلْآخِرَةُ﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية، و ﴿اللام﴾ حرف ابتداء، أو قسم ﴿وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ﴾ مبتدأ وخبر ﴿دَرَجاتٍ﴾ تمييز محول عن المبتدأ، منصوب باسم التفضيل، والجملة الاسمية مستأنفة، أو جواب لقسم محذوف، ﴿وَأَكْبَرُ﴾ معطوف على ﴿أَكْبَرُ﴾. ﴿تَفْضِيلًا﴾ منصوب على التمييز.
﴿لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (٢٢)﴾.
﴿لا تَجْعَلْ﴾ جازم ومجزوم وفاعله ضمير يعود على محمد أو على كل مخاطب، والجملة الفعلية مستأنفة ﴿مَعَ اللَّهِ﴾ ظرف، ومضاف إليه متعلق بمحذوف مفعول ثان، لـ ﴿تَجْعَلْ﴾ ﴿إِلهًا﴾ مفعول أول لـ ﴿تَجْعَلْ﴾ ﴿آخَرَ﴾ صفة له، والتقدير: لا تجعل إلها آخر كائنا مع الله ﴿فَتَقْعُدَ﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة سببية ﴿تقعد﴾ فعل مضارع من أخوات صار، منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النهي، واسمها ضمير يعود على المخاطب، ﴿مَذْمُومًا﴾ خبر أول لها ﴿مَخْذُولًا﴾ خبر ثان لها، والجملة الفعلية صلة، أن المصدرية، أن مع صلتها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الجملة التي قبلها، من غير سابك لإصلاح المعنى، تقديره: لا يكن جعلك مع الله إلهًا آخر، فقعودك مذمومًا مخذولًا.
﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا﴾.
﴿وَقَضى رَبُّكَ﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية ﴿قَضى رَبُّكَ﴾ فعل وفاعل، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان منزلة الوالدين، ﴿أَلَّا﴾ ﴿أن﴾ إما مصدرية، وعليها فـ ﴿لا﴾ نافية ﴿تَعْبُدُوا﴾ فعل وفاعل منصوب بـ ﴿أن﴾ وعلامة نصبه حذف النون ﴿أَلَّا﴾ أداة استثناء مفرغ ﴿إِيَّاهُ﴾ في محل النصب مفعول ﴿تَعْبُدُوا﴾، والجملة الفعلية في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، ﴿وَقَضى﴾ بمعنى أمر كما مر؛ والتقدير: وقضى ربك بعدم عبادة غيره سبحانه، وإما مفسرة؛ لأن ﴿وَقَضى﴾ فيه معنى