وقرأ ابن كثير (١)، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: ﴿تَسَّاقَط﴾ بفتح التاء والسين وشدها بعدها ألف وفتح القاف، وقرأ حمزة، والأعمش، وطلحة، وابن وثاب، ومسروق ﴿تساقط﴾ كذلك إلا أنهم خففوا السين وقرأ حفص عن عاصم: ﴿تُسَاقِطْ﴾ بضم التاء وكسر القاف مخففة السين، مضارع ساقطت، وقرأ يعقوب، وأبو زيد عن المفضل، والبراء بن عازب، والأعمش في رواية: ﴿يساقط﴾ بالياء مفتوحةً وتشديد السين وفتح القاف، فهذه القراءات المشاهير، وقرأ أبي بن كعب، وأبو حيوة، ومسروق: ﴿تسقط﴾ بالتاء من فوق مضمومة وكسر القاف، وعن أبي حيوة كذلك إلا أنه بالياء من تحت، وعنه أيضًا: ﴿تسقط﴾ بالتاء من فوق مفتوحةً وضمّ القاف، وعنه كذلك إلا أنه بالياء من تحت، وقال بعضهم في قراءة أبي حيوة هذه: أنه قرأ: ﴿رطب جني﴾ بالرفع على الفاعلية، وقرأ أبو السماك العدوي، وابن حزام: ﴿تتساقط﴾ بتاءَين مفتوحتين وبألف، وقرأ معاذ القارىء، وابن يعمر ﴿نساقط﴾ بالنون.
وقال الزجاج (٢): من قرأ ﴿يساقط﴾. فالمعنى: يتساقط فادغمت التاء في السين، ومن قرأ ﴿تساقط﴾.. فكذلك أيضًا، وأنَّث لأن لفظ النخلة يؤنث، ومن قرأ ﴿تساقط﴾ بالتاء والتخفيف.. فإنه حذف من تتساقط اجتماع التاءَين، ومن قرأ ﴿يساقط﴾.. ذهب إلى معنى تساقط الجذع عليك، ومن قرأ ﴿نساقط﴾ بالنون.. فالمعنى: نحن نساقط عليك فنجعله لك آيةً، وقرأ (٣) طلحة بن سليمان ﴿جَنِيًّا﴾ بكسر الجيم اتباعًا لحركة النون
٢٦ - ﴿فَكُلِي﴾ يا مريم من ذلك الرطب ﴿وَاشْرَبِي﴾ من ماء النهر، أو فكلي من ذلك الرطب، واشربي من عصيره، وكان (٤) ذلك إرهاصًا لعيسى، أو كرامةً لأمه، وليس معجزة لفقد شرطها وهو: التحدي كما في "بحر العلوم".
قال الإِمام: وقدم الأكل على الشرب لأن حاجتها إليه أشد من حاجتها إلى

(١) البحر المحيط وزاد المسير.
(٢) زاد المسير.
(٣) البحر المحيط.
(٤) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon