الإعراب
﴿كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (٣)﴾.
﴿كهيعص (١)﴾: إن قلنا إنه من الأمور التي استأثر الله سبحانه بعلمها.. فلا محل له من الإعراب؛ لأن الإعراب فرع عن المعنى، والمعنى لم يعرف، وإن قلنا: إنه علم على السورة.. فيجري عليه من الإعراب، ما يجري على أسماء التراجم من الأوجه الخمسة أو السبعة، كما ذكرناها في "مناهل الرجال على لامية الأفعال" ﴿ذِكْرُ﴾: خبر لمبتدء محذوف تقديره هذا المتلو عليك من القرآن ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ﴾ أو مبتدأ محذوف الخبر تقديره فيما يتلى عليكم ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ﴾: والجملة الإسمية: مستأنفة ﴿ذِكْرُ﴾ مضاف ﴿رَحْمَتِ﴾: مضاف إليه وهو من إضافة المصدر لمفعوله، والفاعل، محذوف تقديره ذكر الله رحمة عبده زكريا ﴿رَحْمَتِ﴾ مضاف، ﴿رَبِّكَ﴾: مضاف إليه وهو من إضافة المصدر لفاعله ﴿عَبْدَهُ﴾: مفعول به لرحمة ﴿زَكَرِيَّا﴾ بدل من عبده أو عطف بيان له ﴿إِذْ﴾: ظرف لما مضى من الزمان، متعلق برحمة ربك؛ أي: رحمة الله إياه وقت ندائه ﴿نَادَى رَبَّهُ﴾ فعل ومفعول وفاعله: ضمير يعود على عبده ﴿نِدَاءً﴾: مفعول مطلق ﴿خَفِيًّا﴾: صفة له والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿إِذْ﴾.
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤)﴾.
﴿قَالَ﴾: فعل ماض وفاعله: ضمير يعود على ﴿زَكَرِيَّا﴾ والجملة الفعلية: في محل الجر بدل من جملة نادى ﴿رَبِّ﴾ إلى قوله: ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ مقول محكي وإن شئت قلت ﴿رَبِّ﴾: منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة، حذف منه حرف النداء، وجملة النداء: في محل النصب مقول قال ﴿إِنِّي﴾: ناصب واسمه ﴿وَهَنَ الْعَظْمُ﴾: فعل وفاعل ﴿مِنِّي﴾: حال من ﴿الْعَظْمُ﴾ والجملة الفعلية: في محل الرفع خبر إن وجملة، إن في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾ على كونها جواب النداء، ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ﴾: فعل وفاعل معطوف على ﴿وَهَنَ الْعَظْمُ﴾.