وفي "المصباح": وانتبذت مكانًا اتخذته بمعزل يكون بعيدًا عن القوم.
﴿بَغِيًّا﴾ البغي: الفاجرة التي تبغي الرجال، وأصله: بغوي بزنة فعول، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما - وهي الواو - بالسكون، فقلبت ياءً على القاعدة، وأدغمت في الياء وكسرت الغين لتصح الياء، فلما كان بزنة فعول.. لم تلحقه التاء، كما قال في الخلاصة:

وَلاَ تَلِيْ فَارِقَةً فَعُوْلاَ أصْلاً وَلاَ الْمِفْعَالَ وَالْمِفْعِيْلاَ
اهـ شيخنا
وفي "القاموس" و"شرحه": بغي يبغي من باب ضرب الشيء بغاءً بضم الفاء، وبغيًا بفتحها وبغيٌ وبغيةً: طلبه، وبغى الرجل: عدل عن الحق، وعصى وبغى عليه: استطال عليه، وظلمه، فهو باغ فلعل إطلاقهم كلمة البغاء على العهر والزنا، مأخوذٌ من هذا المعنى؛ لأنه من دواعي ما يطلبه أهل الخنا والفجور.
﴿قَصِيًّا﴾؛ أي: بعيدًا من أهلها.
﴿فَأَجَاءَهَا﴾ يقال: جاء وأجاء لغتان بمعنى واحد، والأصل في جاء: أن يتعدى لواحد بنفسه، فإذا دخلت عليه الهمزة.. كان القياس يقتضي تعديته، لاثنين، إلا أن استعماله قد تغير بعد النقل، فصار بمعنى ألجا إلى كذا، ألا تراك لا تقول جئت المكان وأجاءنيه زيد، كما تقول بلغته وأبلغنيه، ونظيره أتى حيث لم يُستعمل إلا في الإعطاء، ولم تقل أتيت المكان وآتانيه فلان.
﴿الْمَخَاضُ﴾: المخاض وجع الولادة، وفي "القاموس" مخض يمخض بتثليث الخاء في المضارع مخضاً اللبن استخرج زبده، فهو لبن مخيض وممخوض، ومخض الشيء حركه شديدًا، ومخض الرأي قلبه وتدبر عواقبه حتى ظهر له الصواب، ومخضت بكسر الخاء تمخض بفتحها الحامل مخاضاً بكسر الميم، ومخاضاً بفتحها، ومخضت بالبناء للمجهول، ومخضت بتشديد الخاء، وتمخضت الحامل: دنا ولادها وأخذها الطلق، فهي ماخض، والجمع مخض بضم الميم، وتشديد الخاء ومواخض.


الصفحة التالية
Icon