المذكورين ﴿خلف﴾؛ أي: عقب، وجماعة يستعملون الخلف بسكون اللام كما هنا في الشر، فيقال خلف سوءٍ وبفتحها في الخير، فيقال: خلف صالح قال في "الكشاف" خلفه إذا عقبه، ثم قيل: في عقب الخير خَلَف بالفتح، وفي عقب السوء خلْف بالسكون، كما قالوا وعد في ضمان الخير ووعيد في ضمان الشر، وقال اللحياني: الخلف بفتحتين الولد الصالح، والخلف بفتح فسكون الرديء ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾: كلّ شرٍ عند العرب غي، وكل خيرٍ رشاد، قال المرقش الأصغر:
فَمَنْ يَلْقَ خَيرَاً يَحْمَدِ النَّاسَ أَمْرُهُ | وَمَنْ يَغْوَ لاَ يَعْدَمْ عَلَى الْغَيِّ لاَئِمَا |
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستعارة في قوله: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)﴾ شبه المكانة العظيمة، والمنزلة السامية بالمكان العالي بطريق الاستعارة.
ومنها: المبالغة في قوله: ﴿صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾؛ أي: مبالغةً في الصدق.