معنى التعب، قال ابن كيسان: وأصل الشقاء في اللغة: العناء والتعب، ومنه قول الشاعر:
ذُوْ الْعَقْلِ يَشْقَى فِيْ النَّعِيْمِ بِعَقْلِهِ | وَأَخُوْ الْجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوَةِ يَنْعُمُ |
وقصارى ذلك: أنا أنزلناه عليك لتذكر به، فمن آمن وأصلح.. فلنفسه، ومن كفر.. فلا يحزنك كفره، إن عليك إلا البلاغ، ولست عليهم بمسيطر.
وقرأ طلحة (٢): ﴿ما نزِّل عليك﴾ بنون مضمومة وزاي مكسورة مشددة، مبنيًا للمفعول ﴿القرآن﴾ بالرفع وقرأ الجمهور. ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ﴾
٣ - وقوله: ﴿إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٣)﴾ نصب على أنه مفعول له لـ ﴿أَنْزَلْنَا﴾ معطوف على ﴿تشقى﴾ بحسب المعنى بعد نفيه بطريق الاستدراك المستفاد من الاستثناء المنقطع، فإن الفعل الواحد لا يتعدى إلى علتين إلا من حيث البدلية، أو العطف، كأنه قيل: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب في تبليغه، ولكن أنزلناه تذكيرًا وموعظةً لمن يخشى الله تعالى، ويتأثر بالإنذار لرقة قلبه، وحسن استعداده؛ أي: تذكيرًا وموعظةً لمن يعلم الله منه أن يخشى بالتذكرة والتخويف، أو لمن يؤول أمره إلى الخشية، والخشية باعثة على الإيمان والطاعة، وقد كان - عليه السلام - يعظهم به بتلاوته، وتفسير ما جاء به من مقاصد وأغراض ومصالح لهم في دنياهم وآخرتهم، وقد جرَّد (٣) التذكرة عن اللام، لكونها فعلًا لفاعل الفعل المعلل.
(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) روح البيان.
(٢) البحر المحيط.
(٣) روح البيان.