وفرط الحفظ والكلأة، بمن يصنع بمرأى من الناظر؛ لأن الحافظ للشيء في الغالب يديم النظر إليه، فمثل لذلك بمن يصنع على عين الآخر.
ومنها: زيادة ﴿لِي﴾ في قوله: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦)﴾ لإفادة أن منفعة شرح الصدر، وتيسير الأمر، راجعة إليه، وعائدة عليه، فإن الله عز وجل لا ينتفع بإرساله، ولا يستعين بشرح صدره - تعالى وتقدس -.
ومنها: التنكير في قوله: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧)﴾ دلالةً على أنه لم يسأله حل جميع عقد لسانه، بل حل بعضها الذي يمنع الإفهام، بدليل قوله: ﴿يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨)﴾.
ومنها: التفسير بعد الإبهام في قوله: ﴿قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (٣٦) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (٣٧) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ﴾ فأبهم الكلام وأتى به مجملًا، ليتعلق الذهن، ويتطلع ما عسى أن يكون السؤل، وما هي المنة الأخرى.
ومنها: الإبهام المجرد في قوله: ﴿مَا يُوحَى﴾.
ومنها: المجاز العقلي في قوله: ﴿فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ﴾ حيث أسند الإلقاء إلى اليم، وهو لا يعقل، من إسناد الشيء إلى السبب.
ومنها: التنكير في قوله: ﴿مَحَبَّةً مِنِّي﴾ للتفخيم والتعظيم.
ومنها: حكاية الحال الماضية في قوله: ﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ﴾ حيث عبر في الفعلين بالمضارع، والأصل: إذ مشت أختك فقالت.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية، حيث استعير القر بمعنى البرد، للسرور.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *


الصفحة التالية
Icon