ثنتى عشرة، بعدد أسباط بني إسرائيل ﴿يَبَسًا﴾ قيل: هو في الأصل: مصدر وصف به مبالغة، أو على حذف مضاف، أو جمع: يابس كخادم وخدم، وصف به الواحد مبالغة، قال في "القاموس": يبس الشيء ييبس: من بابي علم وحسب يبسًا ويبسًا، واتبس كان رطبًا، فجف فهو: يبس ويبس ويابس ويبوس ويبيس وأبيس ﴿دَرَكًا﴾ بفتحتين؛ أي: أن يدركك فرعون وجنوده، والدرك بفتح الدال، وسكون الراء، وبفتحتين: اللحاق، وإدراك الحاجة، وأقصى قعر الشيء يقال: بلغ الغواص درك البحر، ويقال: فرس درك الطريدة؛ أي: يدركها، ومنه قولهم: ما لحقك من درك فعلي خلاصه.
﴿وَلَا تَخْشَى﴾ (١) يقرأ إلا بإثبات الألف، وكان من حق من قرأ لا تخف جزمًا أن يقرأ ﴿لا تخشى﴾ بحذفها، كذا قاله بعضهم، وليس بشيءٍ لأن القراءة سنة متبعة، وفيها أوجه:
أحدها: أن يكون حالًا، وفيه إشكال وهو: أن المضارع المنفي بلا، كالمثبت في عدم مباشرة الواو له، وتأويله على حذف مبتدأ؛ أي: وأنت ﴿لا تخشى﴾.
والثاني: أنه مستأنف، أخبره تعالى أنه لا يحصل له خوف.
والثالث: أنه مجزوم بحذف الحركة تقديرًا، ومثله فلا تنسى في أحد القولين، إجراءً لحرف العلة مجرى الحرف الصحيح.
والرابع: أنه مجزوم أيضًا بحذف حرف العلة، وهذه الألف ليست تلك، أعني: لام الكلمة، وإنما هي ألف إشباعٍ أتي بها موافقةً للفواصل ورؤوس الآي، فهي كالألف في قوله: ﴿الرسولا﴾ و ﴿السَّبِيلَا﴾ و ﴿الظُّنُونَا﴾ وهذه الأوجه إنما يحتاج إليها في قراءة جزم ﴿لا تخف﴾ وأما من قرأه مرفوعًا.. فهذا معطوف عليه اهـ "سمين".

(١) الفتوحات.


الصفحة التالية
Icon