المخالفة، لكنه خالف بتأويل؛ لأنه اعتقد أن أحدًا لا يحلف بالله كاذبًا، أو لأنه اعتقد أن النهي قد نسخ لما حلف له إبليس، أو لأنه اعتقد أن النهي عن شجرة معينة، وأن غيرها من بقية أفراد الجنس ليس منهيًا عنه.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: "احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا أخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: أنت يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، أتلومني على أمر قدَّره الله تعالى عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين عامًا، فحج آدم موسى" متفق عليه.
قال القاضي أبو بكر ابن عربي (١): لا يجوز لأحد أن يخبر اليوم بذلك عن آدم.
قلت: لا مانع من هذا بعد أن أخبرنا الله في كتابه بأنه عصاه، وكما يقال: حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومما قلته في هذا المعنى:
عَصَى أَبُوْ الْعَالَم وَهْوَ الَّذِيْ | مِنَ طِيْنَةٍ صَوَّرَهُ اللهُ |
وَأَسْجَدَ الأَمْلاَكَ مِنْ أَجْلِهِ | وَصَيَّرَ الْجَنَّةَ مَأْوَاهُ |
أغْوَاهُ إِبْلِيْسُ فَمَنْ ذا أنا الْمِسْـ | ـكِيْنُ إِنْ إِبْلِيْسُ أَغْوَاهُ |
(٢) روح البيان.