﴿لِزَامًا﴾؛ أي: لازمًا لهم، لا يتأخر عنهم، وهو في الأصل: مصدر لازم، بوزن فاعل، وإن كان هنا بمعنى اسم الفاعل.
﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾ قال الراغب: الصبر: حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه، فالصبر: لفظ عام، وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه، فإن كان حبس النفس لمصيبة.. يسمى صبرًا لا غير، ويضاده الجزع، وإن كان في محاربةٍ.. سمي: شجاعةً، ويضاده الجبن، لان كان في نائبةٍ.. سمي: رحب الصدر، ويضاده الضمير، وإن كان في إمساك الكلام.. سمي كتمانًا، ويضاده البذل، وقد سمي الله تعالى كل ذلك، ونبه عليه بقوله: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ وقال تعالى: ﴿وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ﴾ ﴿وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ﴾ وسمى الصوم: صبرًا لكونه كالنوع منه.
﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾؛ أي: اشتغل بتنزيه الله وتعظيمه.
﴿آنَاءِ اللَّيْلِ﴾؛ أي: في ساعات الليل. و ﴿مِنْ﴾ بمعنى في، والآناء جمع إنىً بكسر الهمزة وبالقصر، كمعًى بكسر الميم جمعه: أمعاء، وهو محذوف اللام، فوزنه فِعَى بكسر الفاء.
﴿وَأَطْرَافَ النَّهَارِ﴾ المراد بالجمع: ما فوق الواحد؛ لأن المراد بالأطراف الزمن، الذي هو آخر النصف الأول، وأول النصف الثاني فهما طرفان؛ أي: آخر الأول، وأول الثاني طرفان للنهار؛ أي: طرفان لنصفيه، كل واحد منهما طرف لنصف، وإن كانا متصلين. اهـ شيخنا.
﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ أصل المد: الجر، ومنه المدة للوقت الممتد، وأكثر ما جاء الإمداد في المحبوب، والمد في المكروه، ونحو ﴿وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ﴾ وقوله: ﴿وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا﴾ والعين: الجارحة بخلاف البصر.
﴿إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا﴾؛ أي: لذَّذْنَا به؛ أي: فالإمتاع والتمتع معناه: الإيقاع في اللذة. اهـ شيخنا. وفي "الكبير": ألذذنا به، والإمتاع الإلذاذ بما يدرك من المناظر الحسنة، ويُسمع من الأصوات المطربة، ويشم من الريح الطيبة، وغير ذلك من الملابس والمناكح.


الصفحة التالية
Icon