السورة تضمنت قصصًا عجبًا، من ولادة يحيى بين شيخٍ فانٍ وعجوزٍ عاقرٍ، وولادة عيسى من غير أب، فلما اجتمعا في هذا الشيء المستغرب.. ناسب ذكر هذه السورة بعد تلك.
الناسخ والمنسوخ من هذه السورة: قال أبو عبد الله محمد بن حزم الأندلسي: في سورة مريم خمس آيات من المنسوخ.
أولاهن: قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ﴾ (٣٩) الآية. نسخ الإنذار هنا بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (٥٩) الآية. نسخت بالاستثناء بقوله: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ (٦٠).
الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا﴾ (٧٥) الآية. نسخت بآية السيف.
الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ﴾ الآية (٨٤). نسخ أولها بآية السيف.
الآية الخامسة: قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ الآية (٥٩). نسخت بالاستثناء، وهو قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ﴾ (٦٠). وفيها تقديم في النظم.
انتهى.
والله أعلم
* * *