معقولة الأيدي اليسرى؛ لأن قيام الإبل، يستلزم أن تصف أيديها وأرجلها. جمع صافة. والآية دلت على أن الإبل تنحر قائمة معقولة.
وقرأ الجمهور ﴿صواف﴾ بتشديد الفاء ونصبها بلا تنوين، كدواب، جمع صافة، كدابة في دواب. وقرأ الحسن والأعرج ومجاهد وزيد بن أسلم وأبو موسى الأشعري وشقيق وسليمان التيمي ﴿صَوافِيَ﴾ كروابي، جمع صافية؛ أي: خوالص لوجه الله تعالى، لا تشركوا بالله أحدًا في التسمية على نحوها، وخوالص من العيوب. وقرأ عمرو بن عبيد ﴿صوافيا﴾ بالتنوين عوضًا عن حرف الإطلاق عند الوقف، قاله الزمخشري، والأولى أن يكون على لغة من صرف ما لا ينصرف، ولا سيما الجمع المتناهي. وقرأ الحسن أيضًا ﴿صَوافٍ﴾ مثل عوارٍ، وهو على قول من قال: فكسوت عار لحمه، يريد عاريًا، وقولهم أعط القوس باريها. وقرأ عبد الله وابن عمر وابن عباس والباقر وقتادة ومجاهد وعطاء والضحاك والكلبي والأعمش بخلاف عنه ﴿صوافن﴾ بالنون جمع صافنة، والصافنة من الإبل هي التي قد رفعت إحدى يديها بالعقل، لئلا تضطرب، ومن الخيل ما اعتمدت على طرف رجل بعد تمكنها بثلاث قوائم، ومنه قوله تعالى: ﴿الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾.
﴿فَإِذَا وَجَبَتْ﴾ وسقطت ﴿جُنُوبُهَا﴾؛ أي: جنوب البدن على الأرض بعد نحرها، وذلك عند خروج روحها، وهو كناية عن موتها، جمع جنب. ﴿فَكُلُوا مِنْهَا﴾؛ أي: من لحومها إن شئتم إذا كانت تطوعًا، بأن لم تكن دم الجناية، والكفارة، والنذر. والأمر فيه للندب، كما ذهب إليه الجمهور. وللوجوب في قوله: ﴿وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ﴾؛ أي: الراضي بما عنده، وبما يدفع إليه من غير مسألة. ﴿وَالْمُعْتَرَّ﴾؛ أي: الذي يعتر ويتعرض بالسؤال بالسلام عليك، ولا يسألك بل يرى نفسه للناس كالزائر. وقال مجاهد (١): القانع الجار وإن كان غنيًا، وقال قتادة: القانع من القناعة، والمعتر المتعرض للسؤال. وقيل: المعتر الصديق