مقدر؛ أي: وتحرق الجلود. قالوا: لأن الجلود لا تذاب وإنما تنقبض إذا صليت بالنار، فهو من باب علفتها تبنًا وماءًا باردًا؛ أي: وسقيتها ماء باردًا؛ لأن الماء لا يكون علفًا. ﴿وَلَهُمْ﴾: جار ومجرور خبر مقدم. ﴿مَقَامِعُ﴾ مبتدأ مأخر. ﴿مِنْ حَدِيدٍ﴾ صفة لـ ﴿مَقَامِعُ﴾. والجملة الاسمية في محل النصب، حال من ضمير ﴿بُطُونِهِمْ﴾، هذا إن قلنا: إن الضمير في ﴿لهم﴾: عائد إلى الكفرة، وإن قلنا: إنه عائد على الزبانية، فالجملة مستأنفة، ولم يتقدم لهم ذكر، ولكن سياق الكلام يدل عليه.
﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٢٢)﴾.
﴿كُلَّمَا﴾: اسم شرط غير جازم في محل النصب على الظرفية الزمانية مبني على السكون، والظرف متعلق بالجواب. ﴿أَرَادُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة فعل شرط لـ ﴿كُلَّمَا﴾، لا محل لها من الإعراب. ﴿أَنْ يَخْرُجُوا﴾ ناصب وفعل وفاعل. ﴿مِنْهَا﴾ متعلق بـ ﴿يَخْرُجُوا﴾، والجملة الفعلية مع ﴿أَن﴾ المصدرية، في تأويل مصدر منصوب على المفعولية، تقديره: كلما أرادوا الخروج منها. ﴿مِنْ غَمٍّ﴾: جار ومجرور بدل من الجار والمجرور قبله، بدل اشتمال؛ لأنها تشمل عليه. ويجوز أن تكون من للتعليل، فتتعلق بـ ﴿يَخْرُجُوا﴾ أيضًا؛ أي: أن يخرجوا من النار، لأجل الغم الذي لحق بهم. ﴿أُعِيدُوا﴾: فعل ماض ونائب فاعل. ﴿فِيهَا﴾ متعلق به، والجملة الفعلية جواب كلما، لا محل لها من الإعراب، وجملة ﴿كُلَّمَا﴾ مستأنفة مسوقة لبيان حالهم في النار. ﴿وَذُوقُوا﴾: فعل أمر وفاعل. ﴿عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾: مفعول به، والجملة الفعلية في محل النصب، مقول لقول محذوف، تقديره: وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق، والقول المحذوف معطوف على ﴿أُعِيدُوا﴾.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٢٣)﴾.
﴿إِنَّ﴾: حرف نصب ﴿اللَّهَ﴾ اسمها. ﴿يُدْخِلُ الَّذِينَ﴾ فعل ومفعول


الصفحة التالية
Icon