﴿وَجَبَتْ جُنُوبُهَا﴾ وجوب الجنوب وقوعها على الأرض. من وجب الحائط وجبة إذا سقط، ووجبت الشمس وجبة إذا غربت. قال أبو تمام:
فَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وَقَدْ غَرَبَتْ | وَالشَّمْسُ وَاجِبَةٌ مِنْ ذَا وَلَمْ تَجِبِ |
﴿الْقَانِعَ﴾؛ أي: الراضي بما عنده وبما يعطي من غير مسألة قال لبيد:
فَمِنْهُمْ سَعِيْدٌ آخِذٌ بِنَصِيْبِهِ | وَمِنْهُمْ شَقِىٌّ بِالْمَعِيْشَةِ قَانِعُ |
﴿وَالْمُعْتَرَّ﴾: المعترض بسؤال، وعره وعراه بمعنى واحد، وقيل: القانع: السائل، والمعتر: المتعرض للسؤال من غير طلب، يقال: عره واعتره وعراه واعتراه، إذا تعرض للمعروف من غير مسألة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ﴾، بذكر المسبب، وهو التقطيع وإرادة السبب وهو التقدير والتخمين. وفيه أيضًا استعارة تمثيلية تهكمية، حيث شبه إعداد النار وإحاطتها بهم بتفصيل الثياب، وتقطيعها على قددهم، مع التهكم الذي ينطوي عليه. وجمع الثياب؛ لأن النار لتراكمها عليهم، كالثياب الملبوس بعضها فوق بعض، وهذا أبلغ من جعلها من مقابلة الجمع