فإنه نازل بكم لا محالة، والمعنى؛ أي: إن نقمتي ستصيبكم لا محالة، فلا تستعجلوا عذابي، واصبروا حتى يأتي وعد الله، إن الله لا يخلف الميعاد، وقد نهى الإنسان عن العجلة مع أنها ركبت في طبيعته من قبل أنه أوتي المقدرة التي يستطيع بها تركها وكف النفس عنها،
٣٨ - ثم حكى عنهم ما يستعجلون فقال: ﴿وَيَقُولُونَ﴾ بطريق الاستعجال والاستهزاء ﴿مَتَى هَذَا الْوَعْدُ﴾؛ أي: وعد العذاب والساعة فليأتنا بسرعة ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في وعدكم بأنه يأتينا، والخطاب للنبي - ﷺ - والمؤمنين الذين يتلون الآيات المنبئة عن مجيء الوعد.
أي: ويقولون للنبي - ﷺ - ولمن معه من المؤمنين، الذين يتلون الآيات المنبئة بقرب الساعة، ونزول العذاب بمن كفر بها استهزاءً: متى يجيئنا هذا العذاب الذي تعدوننا به إن كنتم صادقين في وعدكم. وهذا استبطاء منهم للموعود به، يراد به إنكار وقوعه، وأنه لن يكون ألبتة، وفي ذمِّ العجل قيل:
لاَ تَعْجَلَنَّ لأمْرٍ أَنْتَ طَالِبُهُ | فَقَلَّمَا يُدْرِكُ الْمَطْلُوْبَ ذُوْ الْعَجَلِ |
فَذُوْ التَّأَنِّي مُصِيِبٌ فِي مَقَاصِدِهِ | وَذُوْ التَّعَجُّلِ لاَ يَخْلُوْ عَنِ الزَّلَلِ |
(٢) الخازن.