الله إن كنت من الكاذبين فيما رميت به فلانة، وإذا أتى بكلمة من كلمات اللعان من غير تلقين الإِمام، لا تحسب. فإذا فرغ الرجل من اللعان، وقعت الفرقة بينه وبين الزوجة، وحرمت عليه على التأبيد، وانتفى عنه النسب، وسقط عنه الحد، ووجب على المرأة حد الزنا. فهذه خمسة أحكام تتعلق بلعان الزوج.
٨ - ﴿وَيَدْرَأُ﴾؛ أي: يدفع ﴿عَنْهَا﴾؛ أي: عن المرأة المرمية ﴿الْعَذَابَ﴾ الدنيوي، وهو الحد. وفاعل يدرأ قوله: ﴿أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ﴾، أي: أن تحلف بالله أربعة أيمان ﴿إِنَّهُ﴾؛ أي: أن الزوج الذي رماني ﴿لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ فيما رماني به من الزنا؛ أي: ويدفع عن المرأة الحد، شهادتها أربع شهادات بالله، إن هذا الزوج الذي رماني لمن الكاذبين فيما رماني به.
٩ - ﴿وَالْخَامِسَةَ﴾ بالنصب عطفًا على أربع شهادات؛ أي: وتشهد المرة الخامسة للمرات الأربع. كذلك قرأ (١) حفص والحسن والسلمي وطلحة والأعمش. وقرأ الباقون: بالرفع على الابتداء وخبره ﴿أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ﴾ سبحانه ﴿عليها﴾؛ أي: علي ﴿إن كاَنَ﴾ هذا الزوج الذي رماني ﴿مِنَ الصَّادِقِينَ﴾: فيما رماني به من الزنا.
والغضب (٢): ثوران دم القلب لإرادة الانتقام، ولذلك قال - ﷺ -: "اتقوا الغضب، فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه". فإذا وصف الله به فالمراد لازمه، وهو الانتقام دون غيره، وتخصيص الغضب بجانب المرأة، واللعن بجانب الرجل للتغليظ عليها لكونها أصل الفجور ومادته؛ لأن الغضب أشد من اللعنة؛ لأن اللعنة مطلق الطرد من الرحمة، والغضب الطرد من الرحمة مع إرادة الانتقام منه، ولأن النساء يكثرن اللعن في العادة، فربما تجترىء على التفوه به لسقوط وقعه على قلوبهن بخلاف الغضب.
ومعنى الآية: أي (٣) ويدقع عنها العقوبة الدنيوية، وهي الحد، أن تحلف
(٢) روح البيان.
(٣) المراغي.