مسوقة لتعليل ما قبلها.
﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦)﴾.
﴿وَالَّذِينَ﴾ ﴿الواو﴾: استئنافية. ﴿الذين﴾: مبتدأ أول. ﴿يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ﴾: فعل وفاعل ومفعول به، والجمله صلة الموصول ومتعلق ﴿يرمون﴾ محذوف، تقديره: بالزنا. ﴿وَلَمْ يَكُنْ﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة. ﴿لم يكن﴾: جازم ومجزوم. ﴿لَهُمْ﴾: خبر ﴿يَكُنْ﴾ مقدم على اسمها. ﴿شُهَدَاءُ﴾: اسمها مؤخر. ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء. ﴿أَنْفُسُهُمْ﴾: بدل من ﴿شهداء﴾. ويجوز أن تكون ﴿إِلَّا﴾: بمعنى غير. فتكون ﴿أَنْفُسُهُمْ﴾: نعتًا لـ ﴿شُهَدَاءُ﴾. وقد ظهر عليها إعراب إلا على حد قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾. ﴿فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ﴾: ﴿الفاء﴾: رابطة الخبر بالمبتدأ، لشبه الموصول بأسماء الشروط في العموم. ﴿شهادة أحدهم﴾: مبتدأ شأن ومضاف إليه. ﴿أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ﴾ بالرفع خبر للمبتدأ الثاني ومضاف إليه. ﴿بِاللَّهِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿شَهَادَاتٍ﴾، أو ﴿بشهادة﴾. فالمسألة من باب التنازع، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل الرفع خبر للأول، والجملة من المبتدأَ الأول وخبره، مستأنفة مسوقة لبيان أحكام اللعان، وهو مبسوط في كتب الفقه. وقرأ الجمهور: ﴿أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ﴾ بالنصب، فيكون خبر فـ ﴿شَهَادَةُ﴾ مقدرًا، إما مقدمًا، تقديره: فعليهم شهادة أحدهم، أربع شهادات. أو مؤخرًا، تقديره: فشهادة أحدهم، أربع شهادات كائنة، أو واجبة. أو هو خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: فالواجب شهادة أحدهم: أربع منصوب على المفعولية المطلقة، والعامل فيه مصدر مثله. نظيره قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾ وقد ناب هنا عن المصدر عدده، ﴿إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ ﴿إِنَّهُ﴾: ناصب واسمه، وكسرت همزة ﴿إن﴾ لوجود اللام المزحلقة و ﴿اللام﴾: حرف ابتداء ﴿مِنَ الصَّادِقِينَ﴾: جار ومجرور خبر ﴿إن﴾ وجملة ﴿إن﴾: وما بعدها في محل النصب معمول ﴿شَهَادَاتٍ﴾، أو شهادة؛ لأن أصله يشهد على أنه صادق، فحذف الجار وكسرت ﴿إن﴾، وعلق العامل عنها لأجل اللام في الخبر.
﴿وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٧)﴾.