الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (١) حكم من قذف الأجنبيات، وحكم من قذف الزوجات.. ذكر في هذه الآيات العشر، براءة عائشة أم المؤمنين مما رماها به أهل الإفك والبهتان من المنافقين، صيانة لعرض رسول الله - ﷺ -.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ...﴾ الآيات، مناسبة (٢) هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قصص أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وبين عقاب من اتهمها بالإفك، وشديد عذابه يوم القيامة، وأسهب في هذا.. أعقب ذلك ببيان حكم عام، وهو أن كل من أَتهم محصنة مؤمنة غافلة بالخنا والفجور، فهو مطرود من رحمة الله تعالى، بعيد عن دار نعيمه، معذب في جهنم إلا إذا تاب وأحسن التوبة وعمل صالحًا.
قوله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ...﴾ الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما برأ عائشة مما رميت به من الإفك، ثم ذكر أن رامي المحصنات الغافلات مطرود من رحمة الله تعالى.. أردف ذلك دليلًا ينفي الريبة عن عائشة بأجلى وضوح. ذلك أن السنة الجارية بين الخلق، مبنية على مشاكلة الأخلاق، والصفات بين الزوجين، فالطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين. ورسول الله تعالى من أطيب الطيبين، فيجب كون الصديقة من أطيب الطيبات، على مقتضى المنطق السليم، والعادة الشائعة بين الخلق.
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ...﴾ الآيات، إلى قوله: ﴿وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر حكم قذف المحصنات الأجنبيات، وحكم قذف الزوجات، ثم أتبع ذلك بقصص أهل الإفك، وبسط ذلك غاية البسط، وكان مما يسهل السبيل إلى التهمة في كل هذا وجود الخلوة بين رجل وامرأة.. أعقب ذلك بحكم دخول المرء بيت غيره، وبين أنه لا يدخله إلا بعد الاستئذان والسلام، حتى لا يوجد بحال تورث

(١) المراغي.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon