﴿لُعِنُوا﴾؛ أي: طردوا من رحمة الله في الآخرة، وعذبوا في الدنيا بالحد. ﴿يُوَفِّيهِمُ﴾ التوفية بذل الشيء وافيًا. والوافي الذي بلغ التمام. والدين الجزاء، ومنه (كما تدين تدان). ﴿الْحَقَّ﴾ الثابت الذي يحق لهم لا محالة. ﴿أَنَّ اللَّهَ﴾؛ أي: وعده ووعيده. ﴿هُوَ الْحَقّ﴾؛ أي: العدل الذي لا جور فيه.
﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ قال الراغب: كل شيء يشرف في بابه، فإنه يوصف بالكرم، وقال بعضهم: الرزق الكريم: هو الكفاف الذي لا منّة فيه لأحد في الدنيا، ولا تبعة له في الآخرة.
﴿الْخَبِيثَاتُ﴾: وقال الراغب: الخبيث ما يكره رداءة وخساسةً محسوسًا كان إو معقولًا. وذلك يتناول الباطل في الاعتماد. والكذب في المقال، والقبيح في الفعال ﴿وَالطَّيِّبَات﴾: وأصل الطيب ما يستلذه الحواس.
﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾؛ أي: حتى تستأذنوا إذ بالاستئذان يحصل أنس أهل البيت، وبدونه يستوحشون، يشق عليهم الدخول. ﴿تَذَكَّرُونَ﴾؛ أي: تتعظون. ﴿أَزْكَى﴾؛ أي: أطهر. ﴿جُنَاحٌ﴾؛ أي: خرج. ﴿مَتَاعٌ﴾؛ أي: حق تمتع ومنفعة، كإيواء الأمتعة والرحال.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الطباق في قوله: ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ وكذلك قوله: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾. فقد طابق بين الشر والخير، وبين الهين والعظيم.
ومنها: الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير إلى الظاهر في قوله: ﴿ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ﴾ فإنه كان الأصل ظننتم. وفي قوله: قالوا: فإنه كان الأصل وقلتم.
وسياق الكلام أن يقال: لولا إذ سمعتموه ظننتم بأنفسكم خيرًا وقلتم. عدل