وخصوماتكم، وجمروها في الجمع، واجعلوا لها على أبوابها المطاهر".
وفي "الفتوحات" قوله: ﴿فِي بُيُوتٍ﴾ فيه ستة أوجه:
أحدها: أنه صفة لمشكاة؛ أي: كمشكاة كائنة في بيوت؛ أي: في بيت من بيوت الله.
الثاني: أنه صفة لمصباح.
الثالث: أنه صفة لزجاجة.
الرابع: أنه متعلق بتوقد، وعلى هذه الأقوال لا يوقف على عليم.
والخامس: أنه متعلق بمحذوف. كقوله تعالى: ﴿فِي تِسْعِ آيَاتٍ﴾؛ أي: سبحوه في بيوت.
السادس: أنه متعلق بيسبح؛ أي: يسبح رجال في بيوت. ولفظ فيها حينئذٍ مكرر للتوكيد. كقوله تعالى: ﴿فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ﴾ وعلى هذين القولين فيوقف على عليم. اهـ. "سمين".
قيل (١): المراد بالبيوت هنا، جميع المساجد. فقد قال ابن عباس: بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء، كما تضيء النجوم لأهل الأرض. وقيل: المراد بها أربعة مساجد لم يبنها إلا نبي، الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل فجعلاها قبلةً. وبيت المقدس بناه داود وسليمان. ومسجد المدينة، ومسجد قباء، بناهما رسول الله - ﷺ -. اهـ. "خازن".
وقيل: المراد بها (٢) بيوت بيت المقدس. روي ذلك عن الحسن.
وقيل: بيوت النبي - ﷺ - رواه مجاهد. وقيل: هي البيوت كلها، والقول الأول أظهر لقوله تعالى: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾.
(٢) الشوكاني.