قليلة في الاستعمال، قوية في القياس؛ لأن يفعل بكسر العين في المتعدي، أقيس من يفعل بضمها. انتهى.
وهذا ليس كما ذكروا، بل فعل المفتوح المتعدي الصحيح، جميع حروفه إذا لم يكن للمبالغة، ولا حلقي عين، ولا لام، فإنه جاء على يفعل ويفعل كثيرًا، فإن شهر أحد الاستعمالين اتبع، وإلا فالخيار حتى إن بعض أصحابنا، خير فيهما، سُمع للكلمة أو لم يُسمع.
١٨ - وقوله: ﴿قَالُوا﴾؛ أي: قال المعبودون، كلام مستأنف، واقع في جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: فماذا قالوا في الجواب؟ فقيل: قالوا: ﴿سُبْحَانَكَ﴾ هو تعجب مما قيل لهم لكونهم ملائكة، أو أنبياء معصومين، أو جمادات لا تعقل؛ أي: تعجبًا مما قيل فينا ونسب إلينا، أوتنزيه لله تعالى عن الأنداد؛ أي: تنزيهًا لك يا إلهنا عن الشركاء. ﴿مَا كَانَ﴾ الشأن. ﴿يَنْبَغِي﴾ ويستقيم ﴿لَنَا﴾ ويليق بنا، ويصح منا ﴿أَنْ نَتَّخِذَ﴾ ونجعل لأنفسنا ﴿مِنْ دُونِكَ﴾؛ أي: متجاوزين إياك ﴿مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾؛ أي: آلهة نعبدهم.
أي (١): ما كان ينبغي لنا أن نتخذ لأنفسنا آلهة من دونك، فكيف ندعوا عبادك إلى عبادتنا نحن، مع كوننا لا نعبد غيرك، فدل هذا الجواب، على أنهم لم يأمروا بعبادتهم. وهذا معنى الآية على قراءة الجمهور ﴿نَتَّخِذَ﴾ مبنيًا للفاعل. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وابن جبير والحسن وقتادة وأبو جعفر وابن يعمر وعاصم الجحدري وأبو الدرداء وزيد بن ثاب وأبو رجاء ونصر بن علقمة وزيد بن علي وأخوه الباقر ومكحول وحفص وعبيد والنخعي والزعفراني وغيرهم ﴿أن نتخذ﴾ بضم النون وفتح الخاء مبنيًا للمفعول. والمعنى عليه؛ أي: ما كان ينبغي لنا، أن يتخذنا المشركون أولياء من دونك.
قال أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر: لا تجوز هذه القراءة. ولو كانت صحيحة لحذفت من الثانية. وقال أبو عبيدة: لا تجوز هذه القراءة، لأن الله