مسوقة في بيان قبائحهم، التي قالوها في شأن الرسول، وهي ستة كما ستأتي، والأخيرة منها هي قوله: ﴿رَجُلًا مَسْحُورًا﴾. ﴿مَالِ﴾: اسم استفهام للاستفهام التعجبي المضمن للإنكار في محل الرفع مبتدأ. ﴿هَذَا﴾: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. ﴿الرَّسُولِ﴾: بدل من اسم الإشارة، والتقدير: أي شيء ثابت لهذا الرسول. والجملة الاسمية في محل النصب مقول ﴿قالوا﴾. وفي "الكشاف": ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ﴾ وقعت اللام مفصولة عن هذا في المصحف، خارجة عن أوضاع الخط العربي، وخط المصحف سنة لا تغير. اهـ. ﴿يَأْكُلُ الطَّعَامَ﴾: فعل وفاعل مستتر يعود على ﴿الرَّسُولِ﴾ ومفعول به. والجملة الفعلية في محل النصب، حال من اسم الإشارة. والعامل في الحال هو الاستقرار العامل في الجار، أو نفس الجار، ذكره أبو البقاء. ﴿وَيَمْشِي﴾: فعل وفاعل مستتر معطوف على ﴿يَأْكُلُ﴾. ﴿فِي الْأَسْوَاقِ﴾: متعلق بـ ﴿وَيَمْشِي﴾. ﴿لَوْلَا﴾: حرف تحضيض بمعنى هلا. ﴿أُنْزِلَ﴾: فعل ماض مغير الصيغة. ﴿إِلَيْهِ﴾: متعلق به. ﴿مَلَكٌ﴾: نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل النصب مقول ﴿قالوا﴾. ﴿فَيَكُونَ﴾: الفاء: عاطفة سببية. ﴿يكون﴾: فعل مضارع ناقص، منصوب بأن مضمرة وجوبًا، بعد الفاء السببية، الواقعة في جواب التحضيض. واسمها ضمير يعود على ملك. ﴿مَعَهُ﴾: ظرف مكان، حال من ﴿نَذِيرًا﴾. ﴿نَذِيرًا﴾: خبر ﴿يكون﴾. وجملة ﴿يكون﴾ صلة أن المضمرة. ﴿أن﴾ مع صلتها، في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد، من الجملة التي قبلها، من غير سابك لإصلاح المعنى، تقديره: هلا يكن إنزال ملك إليه فكونه نذيرًا معه.
﴿أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (٨)﴾.
﴿أَوْ﴾: حرف عطف وتقسيم. ﴿يُلْقَى﴾: فعل مضارع مغير الصيغة. ﴿إِلَيْهِ﴾: متعلق به. ﴿كَنْزٌ﴾: نائب فاعل ليلقى. والجملة معطوفة على جملة ﴿أُنْزِلَ﴾، وجاز عطف المضارع على الماضي؛ لأنه بمعنى المضارع، إذ التقدير: لولا ينزل إليه ملك، أو يلقى إليه كنز. ﴿أَوْ تَكُونُ﴾: فعل مضارع ناقص.