﴿إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ الافتراء: الاختلاق، والكذب. من قولهم: افتريت الأديم (الجلد) إذا قطعته للإفساد، والفرق بين الافتراء والكذب، أن الافتراء: هو افتعال الكذب من قول نفسه، والكذب: قد يكون على وجه التقليد للغير فيه، كما في الأسئلة المقحمة.
﴿فَقَدْ جَاءُوا﴾؛ أي: أتوا وفعلوا. ﴿ظُلْمًا﴾: الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، إذ هم قد نسبوا القبيح إلى ما هو مبرأ منه. والزور الكذب. قال الراغب: قيل: للكذب زور لكونه مائلًا عن جهته؛ لأن الزور ميل في الزور؛ أي: وسط الصدر، والأزور المائل الزور.
﴿اكْتَتَبَهَا﴾؛ أي: أمر غيره بكتابتها ونسخها؛ لأنه - ﷺ - كان أميًا لا يقرأ الخط ولا يكتب باعترافهم. وقال في "المفردات": الاكتتاب متعارف في الاختلاف.
﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ جمع أسطار جمع سطر، أو جمع أسطورة كأحدوثة وأحاديث وأعجوبة وأعاجيب. قال في "القاموس": السطر الصف من الشيء، الكتاب والشجر وغيره. والخط والكتابة والقطع بالسيف، ومنه الساطر للقصاب، وأسطره كتبه والأساطير الأحاديث التي لا نظام لها.
﴿تُمْلَى عَلَيْهِ﴾؛ أي: تقرأ عليه، فليس المراد بالإملاء هنا معناه الأصلي، لأن الإملاء في الأصل، عبارة عن إلقاء الكلام على الغير ليكتبه. ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾؛ أي: صباحًا ومساءً والمراد دائمًا. وفي ضرام السقط أول اليوم الفجر، ثم الصباح، ثم الغداة، ثم البكرة، ثم الضحى، ثم الضحوة، ثم الهجيرة، ثم الظهر، ثم الرواح، ثم المساء، ثم العصر، ثم الأصيل، ثم العشاء الأولى، ثم العشاء الأخيرة عند مغيب الشفق اهـ.
﴿السِّرَّ﴾؛ أي: الغيب؛ أي: ما غاب عنا. ﴿الطَّعَامَ﴾: وهو كل ما يتناول من الغذاء كما مر. و ﴿الْأَسْوَاقِ﴾ جمع سوق، وهو الموضع الذي يجلب إليه المتاع، ويساق. سمي سوقًا لقيامهم فيها على سوقهم.


الصفحة التالية
Icon