مَهْلًا فِدَاءً لَكَ الأقْوَامُ كُلُّهُم وَمَا أثْمَرُوا مِنْ مَالٍ وَمِنْ وَلَدِ
ويقصر قال:
فِدًا لله مِنْ رَبِّ طَرِيْفِي وَتالِدِي
وإذا فُتح أوّلهُ قصر يقال قُمْ فَدًا لَكَ أَبِي قاله الجوهري، ومعنى: فَدَى فلانٌ فلانًا أي أعطى عوضه.
﴿وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ﴾ المحرَّم: اسم مفعول من حرَّم، وهو راجع إلى معنى المنع، تقول: حرَّمه يحرِّمه إذا منعه ﴿فَمَا جَزَاءُ﴾ الجزاء: المقابلة، ويطلق في الخير والشرّ، والهمزة فيه مبدلة من ياء؛ لتطرّفها إثر ألفٍ زائدة، فالأصل: جزايُ ﴿إِلَّا خِزْيٌ﴾ الخزي: الهوان، قال الجوهري: خَزِي بالكسر يخزَى خِزْيًا، وقال ابن السكيت: وقع في بليّةٍ، وأخزاه الله أيضًا، وخزِي الرجل في نفسه، يخزى خزايةً إذا استحيا وهو خزيانٌ، وقومٌ خَزَايا، وامرأةٌ خَزْيا، وفي "المصباح": خَزِي خِزْيًا من باب علم، إذا ذَلَّ وهان، وأخزاه الله أذلَّه وأهانه، وخَزِي خَزايةً بالفتح وهو الاستحياء، فهو خَزْيانٌ. اهـ. ﴿فِي الْحَيَاةِ﴾ تقدَّم أن ألف الحياة منقلبةٌ عن واو ﴿الدُّنْيَا﴾ وصفٌ جاء على وزن فعلى هو من الدُّنُوِّ بمعنى: القرب، والمعروف أنَّ فُعلى إذا كانت وصْفًا، وكانت لامُها واوًا أُعِلَّت؛ أي: أبدلت ياءً، كما في الدنيا، أصلها: الدُّنْو، أبدلت الواو ياءً، وسلمت في الاسم فلم تُبْدَل، ولم يأت ذلك في القرآن، ولكن ورد في "لسان العرب"، قال ذُو الرُّمَّةِ:
أَدَارٌ بِحُزْوَى هُجْتِ لِلْعَيْنِ عَبْرَةً فَمَاءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أوْ يَتَرَقْرَقُ
فَتراهُ قال: حُزْوَى، ولم يَقُلْ حُزْيا؛ لأنّه اسمٌ لا وَصْفٌ، وعلى العَكْسِ من ذلك إذا كانَتْ وَصْفًا، أما عَدمُ إعلالِ قُصْوَى في قوله تعالى: ﴿وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى﴾ فهو فصيحٌ في الاستعمال نادرٌ في القياس، وقد بَيَّن ابنُ مالك هذه الأحكام، فقال:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
مِنْ لاَمِ فَعْلَى اسْمًا أتَى الوَاوُ بَدَلْ يَاءٍ كَتَقْوَى غَالِبًا جَا ذَا البَدَلْ
بِالعَكْسِ جَاءَ لاَمُ فُعْلَى وَصْفاَ وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِرًا لا يَخْفَى