لكم عند الله تعالى، ﴿خَالِصَةً﴾ حال من الدار تقديره حالة كونها خاصة بكم ﴿مِنْ دُونِ النَّاسِ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بمحذوف حال مؤكّدة للحال المذكور قبلها؛ لأنّ دون تستعمل للاختصاص، يُقال هذا لي دونك؛ أي: من دونك؛ أي: لا حقَّ لك فيه، كما في "الشهاب"، وفي "السمين" في خبر كان هنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّه ﴿خَالِصَةً﴾ فيكون ﴿عِنْدَ﴾ ظرفًا لخالصةً، وللاستقرار الذي في ﴿لَكُمُ﴾.
والثاني: أنَّ الخبر ﴿لَكُمُ﴾ فيتعلَّق بمحذوف، ونصب ﴿خَالِصَةً﴾ حينئذٍ على الحال.
والثالث: أنَّ الخبر هو الظرف و ﴿خَالِصَةً﴾ حال أيضًا. انتهى.
وفي "الكرخي": ﴿خَالِصَةً﴾ مصدرٌ جاء على وزن فاعلة، كالعافية، والعاقبة، وهو بمعنى الخلوص. اهـ. ﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ﴾ الفاء رابطةٌ لجواب ﴿إِن﴾ الشرطية وجوبًا؛ لكون الجواب جملة طلبية ﴿تمنّوا﴾ فعل أمر في محل الجزم بإنْ الشرطية على كونها جوابًا لها مبني على حذف النون، والواو فاعل ﴿الْمَوْتَ﴾ مفعول به، وجملة ﴿إِن﴾ الشرطية مع جوابها في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾. ﴿إن﴾ حرف شرط جازم ﴿كنتُمْ﴾ فعل ناقص واسمه، في محل الجزم بإنْ الشرطية على كونه فعل شرط لها ﴿صَادِقِينَ﴾ خبر كان منصوب بالياء، وجواب ﴿إن﴾ الشرطية معلومٌ مما قبلها، تقديره: إن كنتم صادقين فتمنَّوا الموت، وجملة ﴿إِن﴾ الشرطية في محلِّ النصب مقول ﴿قُل﴾ أيضًا.
فائدة: ولا تدخل ﴿إِن﴾ الشرطية على فعل ماض في المعنى إلّا على كان؛ لكثرة استعمالها، وأنها لا تدلّ على حدث. ذكره العكبريُّ.
﴿وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥)﴾.
﴿وَلَنْ﴾ الواو استئنافية ﴿لن﴾ حرف نفي ونصب واستقبال ﴿يَتَمَنَّوْهُ﴾ فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل، والهاء مفعول به ﴿أَبَدًا﴾ ظرف زمان متعلق بيتمنوه ﴿بِمَا﴾ جار ومجرور متعلق بيتمنوه أيضًا، والجملة الفعلية مستأنفة ﴿قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ فعل وفاعل صلة لما الموصولة، والعائد