يقولا له: إنما نحن فتنة فلا تكفر، وأردت بيان حال الناس هل ينجزون أم لا؟ فأقول لك: يتعلمون ﴿يتعلمون﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل النصب مقول لجواب إذا المقدّرة، وجملة إذا المقدّرة مستأنفة ﴿مِنْهُمَا﴾ جار ومجرور متعلق بيتعلمون ﴿مَا﴾ اسم موصول في محل النصب مفعول به ﴿يُفَرِّقُونَ﴾ فعل وفاعل صلة الموصول، ﴿بِهِ﴾ جار ومجرور متعلق بيفرقون، والعائد ضمير ﴿بِهِ﴾. ﴿بَيْنَ الْمَرْءِ﴾ ظرف ومضاف إليه متعلق بيفرقون أيضًا ﴿وَزَوْجِهِ﴾ معطوف على المرء ﴿وَمَا﴾ الواو حالية، أو اعتراضية ﴿مَا﴾ حجازية ﴿هُمْ﴾ اسمها ﴿بِضَارِّينَ﴾ خبرها، والباء زائدة ﴿بِهِ﴾ جار ومجرور متعلق ﴿بِضَارِّينَ﴾. ﴿مِنْ أَحَدٍ﴾ مفعول ضارين منصوب بفتحة مقدّرة؛ لأنّه اسم فاعل، و ﴿من﴾ زائدة، وجملة ﴿مَا﴾ الحجازية في محل النصب حال من واو ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ﴾، تقديره: يتعلمون منهما حالة كونهم غير ضارين به من أحد، أو معترضة؛ لاعتراضها بين المعطوف عليه ﴿إلّا﴾ أداة استثناء مفرّغ ﴿بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر الفاعل لضارين، أو من المفعول به، الذي هو أحد.
وفي "الفتوحات": وفي صاحب هذه الحال أربعة أوجه:
أحدها: أنّه الفاعل المستكن في ﴿بِضَارِّينَ﴾ والتقدير: وما هم بضارين به أحدًا إلّا حالة كونهم ملتبسين بإذن الله.
والثاني: أنّه المفعول وهو أحد، وسوّغ مجيء الحال من النكرة اعتمادها على النفي، والتقدير: وما هم بضارين به أحدًا إلّا حالة كونه ملتبسًا بإذن الله.
والثالث: أنه الهاء في ﴿بِهِ﴾؛ أي: بالسحر، والتقدير: وما هم بضارين به أحدًا إلّا حالة كون ذلك السحر مقرونًا بإذن الله، وإرادته.
والرابع: أنّه المصدر المعرف وهو الضرر، إلّا أنّه حذف؛ للدلالة عليه، والتقدير: وما هم بضارين به أحدًا الضرر إلّا حالة كون ذلك الضرر واقعًا بإذن الله وقدرته ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ﴾ فعل وفاعل معطوف على قوله: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا﴾ ﴿مَا﴾ اسم موصول في محل النصب مفعول به ﴿يَضُرُّهُمْ﴾ فعل وفاعل مستتر


الصفحة التالية
Icon