﴿مَّنْ﴾ اسم شرط، وجملة الشرط في محل الرفع خبر ﴿مَنْ﴾ الشرطية، أو الخبر جملة الجواب، أو هما. إن قلنا: ﴿مَنْ﴾ شرطية، أو الجملة الفعلية صلة ﴿مَنْ﴾ الموصولة إن قلنا: ﴿مَنْ﴾ موصولة، والعائد ضمير الفاعل في ﴿كَفَرَ﴾ ﴿فَأُمَتِّعُهُ﴾ الفاء رابطة لجواب ﴿مَنْ﴾ الشرطية جوازًا. إن قلنا: ﴿مَنْ﴾ شرطية، أو زائدة في خبر المبتدأ، لما في المبتدأ من شبه الشرط إن قلنا ﴿مَنْ﴾ موصولة ﴿أمتّعه﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله، ومفعول به ﴿قَلِيلًا﴾ منصوب على المفعولية المطلقة؛ أي: تمتيعًا قليلًا، أو على الظرفية، أي: زمانًا قليلًا، والجملة الفعلية في محل الجزم بمن الشرطية. إن قلنا: إنّها اسم شرط، أو خبر المبتدأ. إن قلنا: إنها موصولة، ﴿ثُمَّ﴾ حرف عطف وترتيب مع تراخ ﴿أَضْطَرُّهُ﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله، ومفعول به، والجملة معطوفة على جملة ﴿أمتّعه﴾ ﴿إِلَى عَذَابِ النَّارِ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بأَضطّره ﴿وَبِئْسَ﴾ الواو استئنافية، ولا يصحّ هنا كونها عاطفة؛ لئلّا يلزم علينا عطف الإنشاء على الإخبار، كما في المغني ﴿بئس﴾ فعل ماض لإنشاء الذمّ ﴿الْمَصِيرُ﴾ فاعل بئس، والجملة مستأنفة لإنشاء الذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف، تقديره: النار أو عذابها.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾ هما من الألفاظ الشاذة التي انفردت بالكسر على الشذّوذ، لما علم عند الصرفيين أنّه إذا لم تكسر عين المضارع، فحق اسم المصدر، والمكان، والزمان، فتح العين قياسًا لا تلاوة ﴿أينما تولوا﴾ أصل تولّوا: تُولِّيُون، حذفت منه نون الرفع للجازم، ثم استثقلت الضمة على الياء؛ فحذفت تخفيفًا، فسكنت فالتقى ساكنان، الياء، والواو، فحذفت الياء، وصُحِّحت حركة اللام بجعلها ضمة، لتناسب الواو، فصار تولّوا ﴿فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ وثَمَّ: اسم إشارة للمكان البعيد خاصَّة، مثل: هَنَّا وهِنَّا بتشديد النون، وهو مبني؛ لتضمّنه معنى حرف الإشارة، وفي "المختار": الوجه والجهة بمعنًى، والهاء عِوضٌ عن الواو؛ أي: فثمّ جهته التي ارتضاها قبلةً، وأمر بالتوجه نحوها ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا﴾ واتخذ افتعَلَ من تَخِذَ بكسر العين يَتْخَذُ، بفتحها، في المضارع،