وعَوْدُ خَافضٍ لَدَى عَطْفٍ عَلَى ضَمِيرِ خَفْضٍ لاَزِمًا قَدْ جُعِلاَ
ولمَّا كان رُبَّما يتوهَّم من ظاهر هذا العطف تعدُّد الإله أبدل منه، قوله: ﴿إِلَهًا وَاحِدًا﴾ لدفع هذا التوهُّم، كما مر في مبحث التفسير ﴿إِلَهًا﴾ بدلٌ من ﴿إلهٍ﴾ الأول بدل كل من كل، ويجوز أن يكون حالًا موطئةً منه، كقولك: رأيت زيدًا رجلًا صالحًا ﴿وَاحِدًا﴾ صفة ﴿إِلَهًا﴾، ﴿وَنَحْنُ﴾ الواو عاطفة ﴿نحن﴾ مبتدأ ﴿له﴾ متعلق بمسلمون ﴿مُسْلِمُونَ﴾ خبر المبتدأ، والجملة الإسمية في محل النصب معطوفة على جملة قوله ﴿نعبد إلهك﴾ على كونها مقولًا لقالوا، أو حال من فاعل ﴿نَعْبُدُ﴾.
﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٤)﴾.
﴿تِلْكَ﴾ تي: اسم إشارة يشار به للمفردة المؤنثة البعيدة في محل الرفع مبتدأ، مبنيٌّ بسكون على الياء المحذوفة، للتخلُّص من التقاء الساكنين، لشبهه بالحرف شبهًا معنويًّا؛ لأنَّ أصله: تِي كذِي، فالياء جزء الكلمة عند البصريين، وقال الكوفيون: التاء وحدها هي اسم الإشارة، والياء زائدةٌ، وعلى كلا المذهبين حذفت الياء؛ لالتقاء الساكنين مع اللام؛ لسكونها وسكون اللام بعدها، واللام لبعد المشار إليه، والكاف حرف قال على الخطاب ﴿أُمَّةٌ﴾ خبر، والجملة مستأنفة ﴿قَدْ﴾ حرف تحقيق ﴿خَلَتْ﴾ فعل ماض مبني بفتحة مقدّرة على الألف المحذوفة؛ للتخلص من التقاء الساكنين؛ لأنّه فعل معتلٌّ بالألف، والتاء علامة تأنيث الفاعل، وفاعله ضمير مستتر يعود على ﴿أُمَّةٌ﴾ والجملة الفعلية في محل الرفع صفةٌ أولى لأمَّةٍ ﴿لَهَا﴾ جار ومجرور خبر مقدّم ﴿مَا﴾ اسم موصول في محل الرفع مبتدأ مؤخّر، والجملة الإسمية في محل الرفع صفة ثانية لأمّة، أو في محل النصب حالٌ من الضمير في ﴿خَلَتْ﴾ أو مستأنفة وهو أولى، وجملة ﴿كَسَبَتْ﴾ صلةٌ لما الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: ما كسبته ﴿وَلَكُمْ﴾ الواو استئنافية ﴿لكم﴾ خبر مقدّم ﴿مَا﴾ اسم موصول في محل الرفع مبتدأ، والجملة مستأنفة، وجملة ﴿كَسَبْتُمْ﴾ صلةٌ لما الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: ما كسبتموه ﴿وَلَا﴾ الواو استئنافية ﴿لَا﴾ نافية ﴿تُسْأَلُونَ﴾ فعل


الصفحة التالية
Icon