ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وموسى، وهارون، واليَسع، ويونس، وأيوب، وداود، وسليمان وذو الكفل، وإلْياس، وزكريا، ويحيى، وعيسى، ومحمد صلى الله تعالى عليهم أجمعين، وفي روايةٍ عن ابن عباس: (أنَّ الأنبياء كُلَّهم من بني إسرائيل إلّا عشرةً: نوحًا، وهودًا، وشعيبًا، وصالحًا، ولوطًا، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل ومحمدًا صلى الله عليهم أجمعين ولمَّا نزل قوله تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ...﴾ الآية، قرأها رسولُ الله - ﷺ - على اليهود والنصارى، وقال: "الله أمرني بهذا"، فلمَّا سمعوا بذكر عيسى أنكروا وكفروا، وقالت النصارى: إنّ عيسى ليس بمنزلة سائر الأنبياء، ولكنَّه ابن الله تعالى فأنزل الله تعالى:
١٣٧ - ﴿فَإِنْ آمَنُوا﴾؛ أي: اليهود والنصارى ﴿بِمِثْلِ مَا﴾؛ أي: بمثل الدين الذي ﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ هذا من (١) باب التعجيز والتبكيت؛ أي: إلزام الخصم، وإلجائه إلى الاعتراف بالحق بإرخاء عنانه، وسدِّ طرق المجادلة عليه، والمثل مقحمٌ هنا، كما تدلُّ عليه القراءتان الآتيتان.
والمعنى: فإن آمنوا بما آمنتم به وهو الله تعالى، فإنَّه ليس لله تعالى مثلٌ، وكذا دين الإِسلام. وقرأ عبد الله بن مسعود، وابن عباس: ﴿بما آمنتم﴾ وقرأ أُبيٌّ ﴿بالذي آمنتم به﴾ وقرأ الجمهور ﴿بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾ ومثل على هذه القراءة مقحمٌ كما ذكرناه آنفًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾؛ أي: عليه، وتشهد له قراءة من قرأ ﴿بما آمنتم به﴾ ﴿وبالذي آمنتم به﴾؛ لئلّا يلزم علينا ثبوت المثل لله تعالى، وللقرآن.
وهذا مُرتب على قوله (٢): ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ...﴾ إلخ. أي: وإذا قلتم ما ذكر فحال اليهود، إمَّا مساواتكم فيما ذكر، أو مخالفتكم فيه، والمعنى: أي: فإن آمنت اليهود والنصارى، وغيرهم، بجميع ما آمنتم به من سائر كتب الله تعالى، وجميع رسله ﴿فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ من الضلالة إلى الحق، وأصابوه، كما اهتديتم، وحصل بينكم الاتحاد والاتفاق؛ أي: فقد صاروا مهتدين مسلمين مثلكم، وقيل:
(٢) العمدة.