النصب حال من ضمير المفعول في ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾ أو من واو الفاعل، وفي "الجلالين": والجمل الثلاث؛ يعني قوله: ﴿رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾ ﴿وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾، والثالثة: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ أحوالٌ من الواو في ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾ والعامل فيها: ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾.
﴿أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾.
﴿أَمْ﴾ عاطفة متصلة معادلة لهمزة ﴿أتحاجون﴾ ﴿تَقُولُونَ﴾ بالتاء فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة ﴿تحاجون﴾، وإن شئت قلت: ﴿أَمْ﴾ منقطعة بمعنى بل الإضرابية، وهمزة الإنكار ﴿يقولون﴾ فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. وقال أبو البقاء: قرئ ﴿أَمْ تَقُولُونَ﴾ بالياء ردًّا على قوله: ﴿فسيكفكهم﴾ وبالتاء ردًّا على قوله: ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾؛ انتهى. ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ﴾ ناصب واسمه ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ﴾ معطوفاتٌ على إبراهيم ﴿كَانُوا﴾ فعل ماض ناقص واسمه ﴿هُودًا﴾ خبره ﴿أَوْ نَصَارَى﴾ معطوف على ﴿هُودًا﴾، وجملة كان في محل الرفع خبر ﴿إِنَّ﴾، وجملة ﴿إِنَّ﴾ في محل النصب مقول ﴿تَقُولُونَ﴾.
﴿قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.
﴿قُلْ﴾ فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمد - ﷺ -، والجملة مستأنفة ﴿أَأَنْتُمْ﴾ الهمزة للاستفهام الإنكاري ﴿أنتم﴾ مبتدأ ﴿أَعْلَمُ﴾ خبره، والجملة في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾ ﴿أَمِ﴾ عاطفة متّصلة ﴿اللَّهُ﴾ معطوف على ﴿أنتم﴾، ولكنه فصل بين المتعاطفين بالمسؤول عنه ﴿وَمَنْ﴾ الواو استئنافية ﴿من﴾ اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ ﴿أَظْلَمُ﴾ خبره، والجملة مستأنفة؛ مسوقة للتعريض بكتمانهم شهادة الله، وهذا دَيْدَنُ اليهود دائمًا ﴿مِمَّن﴾ جار ومجرور متعلق بأظلم ﴿كَتَمَ﴾ فعل ماض وفاعل مستتر يعود على ﴿مَنْ﴾ ﴿شَهَادَةً﴾ مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ﴿عِنْدَهُ﴾ ظرف ومضاف إليه متعلق بمحذوف صفة لشهادة ﴿وَمَا﴾ الواو استئنافية، أو عاطفة ﴿ما﴾ حجازية


الصفحة التالية
Icon