ضعيفًا لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، مع الشفقة التي لا مزيد عليها، أفلا يجب عليه بعدئذٍ مكافأتهما جزاءً وفاقًا لما صنعا؟! ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.
ولِحُبِّ الوالدين لولدهما أسبابٌ:
١ - الحنان الفِطريُّ الذي أودعه الله فيهما، إتمامًا لحكمته في بقاء الأنواع إلى الأمد الذي قدَّره في سابق علمه.
٢ - التفاخر بالأبناء، كما قال ابن الروميِّ:
وَكَمْ أبٍ قَدْ عَلاَ بابْنٍ ذُرَى شَرَفِ | كَمَا عَلَتْ بِرَسُولِ الله عَدْنَانُ |
أحسن إلى الناسِ تَسْتَعْبِد قُلُوبهم | فَطالمَا اسْتَعْبَدَ الإنْسَانَ إحسانُ |
ونظام الفطرة (١) قاضٍ بأنَّ صلة القرابة أَمْتَنُ الصِلات، وجاء الدين حاثًّا عليها، مؤكِّدًا لأوَاصِرها، مقوِّيًا لأركانها، مقدِّمًا لحقوقها على سائر الحقوق بحسب درجات القرابة، وعَطَف على برِّ الوالدين بر ذوي القربى؛ لأنَّ حقَّ القرابة تابعٌ لحقّ الوالدين، والإحسان إليهم إنّما هو بواسطة الوالدين ﴿و﴾ أحسنوا بـ ﴿اليتامى﴾ أو وتحسنون إلى ﴿اليتامى﴾، بأن (٢) تتعطَّفوا عليهم بالرأفة والرحمة
(١) المراغي.
(٢) العمدة.
(٢) العمدة.