لانتقاض نفيها بإلّا، وعاملة عمل ليس عند سيبويه مستدلًا بقول الشاعر:

إن هو مستوليًا على أحد إلّا على أضعف المجانين
﴿هُمْ﴾ مبتدأ عند الجمهور، واسم ﴿إِن﴾ نافية عند سيبويه، ﴿إلّا﴾ أداة استثناء مفرّغ ﴿يَظُنُّونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ عند الجمهور، أو في محل النصب خبر ﴿إِنْ﴾ النافية، وحذف مفعولي ظنّ؛ للعلم بهما، أو اقتصارًا، والتقدير: وما هم إلّا ظانون أكاذيب باطلة لا أصل لها، أو ما هم إلّا ظانّين أكاذيب باطلة، والجملة الاسمية مستأنفة، أو حال من الواو في قوله: ﴿لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ﴾ تقديره: ومنهم أمّيون لا يعلمون الكتاب حالة كونهم ظانّين ومعتقدين أكاذيب باطلة.
﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩)﴾.
﴿فَوَيْلٌ﴾ الفاء استئنافية، أو فصيحة؛ لأنّها أفصحت عن جواب شرط مقدّر، تقديره: إذا عرفت هؤلاء اليهود يسمعون كلام الله، ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه، وأردت بيان عاقبة من فعل ذلك، فأقول لك: ويل للذين يكتبون الكتاب ﴿ويل﴾ مبتدأ مرفوع، وسوّغ الابتداء بالنكرة ما فيه من معنى الدعاء ﴿لِلَّذِينَ﴾ جار ومجرور خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، أو في محل النصب مقول لجواب إذا المقدّرة، وجملة إذا المقدّرة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا ﴿يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ﴾ فعل وفاعل ومفعول به، والجملة صلة الموصول ﴿بِأَيْدِيهِمْ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بيكتبون ﴿ثُمَّ﴾ حرف عطف وترتيب ﴿يَقُولُونَ﴾ فعل وفاعل معطوف على ﴿يَكْتُبُونَ﴾ على كونه صلة الموصول ﴿هَذَا﴾ مبتدأ ﴿مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلقّ بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول ليقولون ﴿لِيَشْتَرُوا﴾ اللام حرف جرّ وتعليل ﴿يشتروا﴾ فعل وفاعل منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي ﴿به﴾ جار ومجرور متعلق بيشتروا ﴿ثَمَنًا﴾ مفعول به ﴿قَلِيلًا﴾ صفة لثمنا، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة، وأن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لاشترائهم به ثمنًا قليلًا، الجار والمجرور


الصفحة التالية
Icon