﴿وَكَفَى بِهِ﴾ يقال: كفى بالعلم جمالًا؛ أي: حسبك فلا تحتاج معه إلى غيره.
﴿خَبِيرًا﴾ والخبير بالشيء: العليم بظاهره وباطنه وبكل ما يتصل به. ﴿وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ والنفور: الإنزعاج عن الشيء والتباعد عنه. ﴿بُرُوجًا﴾؛ أي: طرقًا ومنازل للسبعة السيارة، سميت بروجًا؛ لاستنارتها وحسنها وضوئها، والأبرج الواسع ما بين الحاجبين. ﴿سِرَاجًا﴾ قال الراغب: السراج الزاهر بفتيلة، ويعبر به عن كل شيء مضيء، والمراد به هاهنا الشمس لقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ شبهت الشمس والكواكب الكبار بالسرج والمصابيح، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ في الإنارة والإشراق ﴿قمرا﴾ سمي قمرًا؛ لبياضه كما في "المختار".
﴿خِلْفَةً﴾؛ أي: يخلف كل واحد منهما الآخر، فالخلفة مصدر هيئة. وعبارة "القرطبي": قال أبو عبيدة: الخلفة كل شيء بعد شيء، فكل واحد من الليل والنهار يخلف صاحبه، ويقال للمبطون: أصابه خلفة؛ أي: قيام وقعود يخلف هذا ذاك، ومنه خلفة النبات وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصعيد. وقال مجاهد: خلفة من الخلاف، هذا أبيض وهذا أسود، والأول أقوى. وقيل: يتعاقبان في الضياء والظلام، والزيادة والنقصان. ﴿يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ﴾ المشي: الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة.
﴿هَوْنًا﴾ والهون: الرفق والسكينة والوقار، كما في "القاموس"، وهو مصدر وضع موضع الصفة للمبالغة، وتذلل الإنسان في نفسه بما لا يلحق به غضاضة، كما في "المفردات". وهين لين، وقد يخففان.
﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ﴾ الجهل: خلو النفس من العلم، واعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه، وفعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل، سواء اعتقد فيه اعتقادًا صحيحًا أو فاسدًا، اهـ "روح".
﴿يَبِيتُونَ﴾: من بات يبيت بيتوتة، والبيتوتة خلاف الظلول، وهي أن


الصفحة التالية
Icon