وقت الضحى من يوم الزينة، وهو يوم عيد لهم، كانوا يتزينون ويجتمعون فيه كل سنة.
﴿بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ﴾؛ أي: قوته التي يمتنع بها من الضيم.
﴿تَلْقَفُ﴾؛ أي: تبتلع بسرعة، من لقفه - كسمعه - إذا تناوله بسرعة، كما في "القاموس".
﴿إِنَّا نَطْمَعُ﴾؛ أي: نرجو، قال في "المفردات": الطمع: نزوع النفس إلى شيء شهوة له.
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي﴾ الإيحاء: إعلام في خفاء، ويقال: سرى يسري - بالكسر - سرى - بالضم - وسرى - بالفتح - وأسرى أيضًا؛ أي: سار ليلًا.
﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ﴾ والشرذمة: الطائفة القليلة، والجمع الحقير القليل يجمع على شراذم. قال الجوهري: الشرذمة: الطائفة من الناس، والقطعة من الشيء، وثوب شراذم؛ أي: قطع، ومنه قول الشاعر:

جَاءَ الشِّتَاءُ وَقَمِيْصِيْ أخْلاَقُ شَرَاذِمٌ يَضْحَكُ مِنْهَا الْخَلاَقْ
﴿قَلِيلُونَ﴾ قال الفراء: يقال: عصبة قليلة وقليلون، وكثيرة وكثيرون، وقال المبرد: الشرذمة: القطعة من الناس غير الكثير، وجمعها الشراذم، قال المفسرون: وكان الشرذمة الذين قللهم ست مئة ألف، ولا يحصى عدد أصحاب فرعون.
﴿لَغَائِظُونَ﴾؛ أي: فاعلون ما يغيظنا ويغضبنا، يقال: غاظني كذا وأغاظني، ومنه التغيظ والاغتياظ، والغيظ أشد الغضب؛ وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه.
﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (٥٦)﴾ يقال للمجموع: جمع وجميع وجماعة، والحذر: الاحتراز عن المخاوف. قال الفراء: الحاذر الذي يحذرك الآن، والحذر المخلوق كذلك لا تلقاه إلّا حذرًا، وقال الزجاج: الحاذر المستعد، والحذر


الصفحة التالية
Icon