ولولا هذا التقدير لم يجز أن يجمع جمع سلامة. قلت: وكان سبب منع جمعه أنه من باب أفعل فعلاء، كأحمر حمراء، والبصريون لا يجيزون جمعه جمع سلامة إلا ضرورة، وقد جعله ابن عطية جمع أعجم، فقال: الأعجمون جمع أعجم، وهو الذي لا يفصح وإن كان عربي النسب، يقال له: أعجم، والأعجمي هو الذي نسبه في العجم، وإن كان فصيح اللسان. وقال الزمخشري: الأعجم الذي لا يفصح، وفي لسانه عجمة أو استعجام، والأعجمي مثله، إلا أن فيه زيادة بياء النسب توكيدًا، اهـ من "السمين".
﴿سَلَكْنَاهُ﴾؛ أي: أدخلنا تكذيب القرآن، أو معرفة معانيه وإعجازه.
﴿هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ﴾: اسم مفعول من الإنظار، والإنظار: التأخير والإمهال؛ أي: هل نحن مؤخرون لنؤمن ونصدق.
﴿يَسْتَعْجِلُونَ﴾ الاستعجال: طلب عجلة العذاب. ﴿مَا كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ من الإيعاد. والإيعاد: التخويف بالعذاب. ﴿ذِكْرَى﴾ أي: تذكرة وعبرة وموعظة لغيرهم. ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ﴾ يقال: تنزل إذا نزل في مهلة.
﴿وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ﴾؛ أي: وما يصح وما يستقيم، وما يتيسر لهم أن ينزلوا بالقرآن من السماء. ﴿وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾؛ أي: وما يقدرون على ذلك. ﴿إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ﴾؛ أي: عن استماع الوحي أصلًا من أول الأمر، أو عن استماع خبر السماء. ﴿لَمَعْزُولُونَ﴾؛ أي: لممنوعون بالشهب بعد أن كانوا ممكنين من استماع خبر السماء لا الوحي.
﴿عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ العشيرة: أهل الرجل الذي يتكثر بهم؛ أي: يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أن العشيرة هو العدد الكامل، فصارت العشيرة اسمًا لكل جماعة من أقارب الرجل يتكثر بهم، والعشير: المعاشر قريبًا كان أو مقارنًا، كذا في "المفردات".
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ﴾ والخفض ضد الرفع والدعة، والسير اللين. ﴿عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ﴾ مضارع تنزل من باب تفعل، أصله: تتنزل، حذفت منه إحدى التائين.


الصفحة التالية
Icon