بينهما على ما حقق في "آكام المرجان" قيل في سبب وصوله إلى الجن حتى خطب إليهم أنه كان كثير الصيد، فربما اصطاد من الجن وهم على صورة الظباء فيخلىء عنهم، فظهر له ملك الجن، وشكره على ذلك، اتخذه صديقًا فخطب ابنته فزوجه اياها، اهـ "خازن".
﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾؛ أي: من الأشياء التي يحتاج إليها الملوك، من الخيل وعتاد الحرب والسلاح، والسياسية، والهيبة، والمال، والنعيم ﴿وَلَهَا عَرْشٌ﴾؛ أي: سرير ﴿عَظِيمٌ﴾؛ أي: كبير؛ أي: بالنسبة إلى حالها، أو إلى عروش أمثالها من الملوك. ووصفه (١) بالعظم؛ لأنه كما قيل كان طولها ثمانين ذراعًا في ثمانين ذراعًا، وطوله في الهواء ثمانين ذراعًا، مقدمه من ذهب مفصص بالياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر، ومؤخره من فضة مكلل بأنواع الجواهر، له أربع قوائم قائمة من ياقوت أحمر، وقائمة من ياقوت أخضر، وقائمة من زبرجد، وقائمة من در، وصفائح السرير من ذهب، وعليه سبعة أبيات لكل بيت باب مغلق، وكان عليه من الفرش ما يليق به.
والحال: أنه (٢) بين في هذه الآية شؤونهم الدنيوية، وذكر منها ثلاثة أمور:
١ - أن ملكتهم امرأة؛ وهي بلقيس بنت شراحيل، وكان أبوها من قبلهم ملكًا جليل القدر، واسع الملك.
٢ - أنها أوتيت من الثراء وأبهة الملك، وما يلزم ذلك من عتاد الحرب والسلاح، وآلات القتال الشيء الكثير الذي لا يوجد مثله إلا في الممالك العظمى.
٣ - أن لها سريرًا عظيمًا تجلس عليه، مرصعًا بالذهب وأنواع اللآلىء والجواهر، في قصر كبير رفيع الشأن، وفي هذا أكبر الأدلة على عظمة الملك وسعة رقعته، ورفعة شأنه بين الممالك.

(١) روح البيان.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon