والرابع: أنهم نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم بعضًا؛ ليأتوا دار صالح، فجثم عليهم الجبل فأهلكهم، قاله مقاتل. اهـ.
وقرأ الجمهور (١): ﴿إنا دمرناهم﴾ بكسر الهمزة على الاستئناف، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وحمزة والكسائي بفتحها على أن جملة ﴿أنام﴾ بدل من ﴿عاقبة مكرهم﴾ أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي؛ أي: العاقبة تدميرهم، أو يكون على تقدير حرف الجر؛ أي: لأنا دمرناهم، وقرأ أبيّ: ﴿أن دمرناهم﴾ وهي أن التي شأنها أن تنصب المضارع، ويجوز فيها الأوجه الجائزة في أنا بفتح الهمزة.
٥٢ - ثم أكد ما تقدم، وقرره بقوله: ﴿فَتِلْكَ﴾ الآثار الموجودة في ديار ثمود ﴿بُيُوتُهُمْ﴾؛ أي: بيوت الذين كذبوا صالحًا حالة كونها ﴿خَاوِيَةً﴾؛ أي: خالية عن الأهل والسكان، من خوى البطن إذا خلا، أو حالة كونها ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط، وقال ابن عباس: أي: ساقط أعلاها على أسفلها.
﴿بِمَا ظَلَمُوا﴾؛ أي: بسبب ظلمهم المذكور وغيره كالشرك؛ أي: فتلك مساكنهم أصبحت خالية منهم؛ قد أهلكهم الله سبحانه بظلمهم أنفسهم بشركهم به وتكذيبهم برسوله. والمعنى: فانظر إلى بيوتهم خاوية.
وقرأ الجمهور (٢): ﴿خَاوِيَةً﴾ بالنصب على الحال. قال الزمخشري: عمل فيها ما دل عليه ﴿تِلْكَ﴾ من معنى الإشارة. وقرأ عيسى بن عمر وعاصمَ بن عمرَ ونصر بن عاصم والجحدري برفع ﴿خَاوِيَةً﴾ على أنه خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هي خاوية، أو على الخبر عن ﴿تلك﴾ و ﴿بُيُوتُهُمْ﴾ بدل من ﴿تلك﴾، أو عطف بيان له، أو على أنه خبر كان لـ ﴿تلك﴾.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾؛ أي: إن في فعلنا بثمود ما قصصناه عليك، وهو استئصالنا إياهم بالتدمير، وخلاء مساكنهم منهم، وبيوتهم هي بوادي القرى بين المدينة والشام. ﴿لَآيَةً﴾ عظيمة وعبرة بليغة وعظة زاجرة. ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾؛
(٢) البحر المحيط.