بالقتل والأسر والإجلاء، وغير ذلك من فنون الإهانة والإذلال.
﴿بِهَدِيَّةٍ﴾: وهي اسم للشيء المهدي بملاطفة ورفق. قال في "المفردات": الهدية مختصة باللطف الذي يهدي بعضنا إلى بعض. اهـ.
هذا، والهدية اسم الشيء المهدي، كما أن العطية اسم للشيء المعطى، فتضاف إلى المهدي والمهدى إليه. تقول: هذه هدية فلان تريد هي التي أهداها، أو أُهديَت إليه، والمضاف إليه في قوله: ﴿بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾ هو المهدي إليه؛ أي: بما يُهدى إليكم، وأما نحن فلسنا كذلك.
وفي "الفتوحات": قوله: ﴿بِهَدِيَّتِكُمْ﴾ والهدية: مصدر بمعنى الإهداء مضاف لفاعله؛ أي: تفرحون بما تهدونه افتخارًا على أمثالكم، أو لمفعوله؛ أي: تفرحون بما يهدى إليكم حبًا في كثرة أموالكم، فإن الهدايا مم يورث المودة ويذهب الشحناء، وفي الحديث: "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا" ولقد أحسن من قال شعرًا:

هَدَايَا النَّاسِ بَعْضُهُمُ لِبَعْضٍ تُوَلِّدُ في قُلُوْبِهِمُ الْوِصَالاَ
وَتَزْرَعُ في الضَّمِيْرِ هَوًى وَوِدًّا وَتُكْسِبُهُمْ إِذَا حَضَرُوْا جَمَالاَ
كما مرَّ. ﴿أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ﴾ سمي المال مالًا؛ لكونه مائلًا أبدًا ونائلًا، ولذلك يسمى عرضًا، وعلى هذا دل من قال: "المال قحبة: يكون يومًا في بيت عطار، ويوماَ يكون في بيت بيطار، كما في "المفردات" يقال: أمده بالمال إذا ساعده به وزاده منه.
﴿بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا﴾ أي: لا طاقة لهم بمقاومتها، ولا قدرة لهم على مقابلتها. قال في "المختار": رآه قبلًا - بفتحين - وقبلا - بضمتين - وقبلًا - بكسر بعده فتح -؛ أي: مقابلة وعيانا. قال تعالى: ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا﴾ قبل فلان حق؛ أي: عنده. وما لي به قبل؛ أي: طاقة. انتهى. والذي يفهم من "المفردات": أنه في الأصل بمعنى عند، ثم يستعار للقوة والقدرة على المقابلة؛ أي: المجازاة، فيقال: لا قبل لي بكذا؛ أي: لا يمكنني أن أقابله، ولا قبل لهم


الصفحة التالية
Icon